• كثيرون منحهم الله موهبة جمال الصوت، لكن يندر من بعيد الزمان وحاضره من له بعض البعض من خاصية صوتك وعُربُه، وتطويعه بدقة حسك الفني الغزير. وصدق تفاعلك مع كل مفردة.. كل عبارة.. كل صورة.. كل معنى في النص الغنائي فتنغم كلا منها بما يحاكيها من خصائص طبقات صوتك المستوفاة لتمامها وشمولية تنوعها، والمطوعة بحس مبدع، وإبداع متمكن فتحلق بهذه العبارة بعالي الطبقات لتأخذ كل من معك وحولك ويتابعك إلى سماء تجليات الفن، وفن التجلي على بساط الأصالة والإمتاع وبمنتهى التطويع والسلاسة والإبهار تنقلهم من سماء تلك الطبقة إلى إبحار ماتع إلى أعمق طبقات القرار فترويهم شجنا وحبورا بما ينهال ما بين القرار والجواب من إبداع، استوفى نجمه مقوماته الصوتية الاستثنائية بما يعززها من اهتمام وصقل ومهارات تطويع، والأهم من هذا أن هذه المقومات الصوتية الاستثنائية لم يكن لها أن تحقق كل ذلك القدر الرفيع من التميز والإجادة وتستأثر عن جدارة واستحقاق بذلك التكريم على المستوى الدولي من قبل منظمة اليونسكو في عام 1968م. هذا فيما يخص فقط المسابقة المعنية بطبقات الصوت لدى هذا المبدع. والذي لم يقتصر تكريمه عالميا على ما يخص طبقات الصوت فقط، فهناك ما يعني بحصاد إبداعاته والتي توجت في نفس العام 1968م بحصوله على الأسطوانة الذهبية في اليونان (لاحظ أن هذا التاريخ سبق البث الفضائي.. وما أدراك ما الفضائي وما ألحقه من انتكاسة بجوهر الفن وقيمه... ما علينا..!!) إلا أن التناول هنا لم أخص به ما أصاب اليسير جدا من بعض حقه من التكريم، ذلك لأن هذا المبدع كرس حياته لتجويد إبداعه، ولأن ما ناله من تكريم أكبر من أن تتسع لبعضه هذه المساحة المتواضعة وفي نفس الوقت أقل بكثير مما يستحقه، ولذلك أعود للقول بأن تلك المقومات الصوتية ما كان لها أن تؤتي ثمارها لو لم يكن هذا المبدع الأصيل أبو أصيل أبو بكر سالم بلفقيه، من بيت علم وثقافة وأدب وفن، لم يقف عند حدود التغني بهم، بل تشرب من ثقافتهم وأدبهم وآدابهم وأعلامهم وعلومهم ولذلك أجاد قواعد اللغة العربية حتى اتجه في مرحلة مبكرة ليكون معلما لمادة اللغة العربية، ولذلك يختزن الكثير من الشعر وكثيرا ما يطرز حواراته ببعض الأبيات بكل إجادة وفصاحة. ** في شهر رمضان المبارك الماضي قدم «ألبومين» الأول يتضمن ابتهالات للعلامة عبدالله بن علوي الحداد، والثاني بعنوان «رشفات دينية» للعلامة عبدالرحمن بن عبدالله بالفقيه. ولولا المخزون الثقافي واللغوي لدى هذا المبدع ما كان الإبداع يلازمه لأكثر من ستين عاما. ** ويوم الجمعة الماضي كان من بين احتفالات مناطق مملكتنا الغالية بذكرى اليوم الوطني ال 81، ذلك الحفل المميز في منطقة نجران برعاية أميرها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، وقد وفق القائمون على الحفل في كل ما قدموه، وخاصة حرصهم على تعزيز ذلك التميز بما قدمه هذا المبدع الأصيل أبو أصيل شعرا ولحنا وأداء بعنوان «الخادم الإنسان»، والله من وراء القصد. تأمل: جزيل الشكر بعد الله لزين الذكر عبدالله ومن حبه إله الكون حبب فيه خلق الله فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة