«الليلة يا أم العروسة الله يتمم هناكِ الليلة ليلة سعيدة والحبايب معاكِ الليلة جاكِ الأنيس حقق أغلى الأماني، الليلة يا أم العريس الله يتمم هناكِ الليلة ليلة سعيدة والحبايب معاكِ» هكذا تقول كلمات الأغنية المعروفة منذ القدم في أفراح المملكة، تخص بها كل من أم العريس والعروس ليشاركهما الرقص عليها الأهل والأقارب ويظهرا الغبطة بزواج ابنيهما، هكذا كانت بالأمس، أما اليوم فللأغنية طابع خاص يظهر مدى الود وصفاء الجو بين كلا العائلتين. تقول صفية الشريف (تربوية): عندما نلبي دعوة حفل زفاف وتغنى هذه الأغنية، فإنها تفضح المستور من المشكلات داخل العائلات، وفي الغالب ينقسم أهل الحفل إلى أحزاب، فأم العريس وأقاربها في ناحية وأهل والده في ناحية أخرى، وكذلك الحال لدى أهل العروس، وفيما لو كانت هناك خلافات بين أهل العروس وأهل العريس ستلاحظ المدعوات ما بينهم في حال لم يشاركوا بعضهم الفرحة. في القديم، لم تكن الخلافات العائلية ظاهرة للعيان، وتحاول كل أسرة المحافظة على خصوصيات عائلتها، وبالأخص في المناسبات فإن العائلات تحاول منع المشاكل القديمة من الحول دون الفرح، لكن الواقع اليوم مخالف تماما فالصغائر وتفاصيل التجهيز للفرح بداية من الخطبة ونهاية بمنزل العريس واستقبال أهله لأهل العروس في منزل الزوجية يكون ظاهرا للمدعوات في الليلة التي من المفترض أن تكون ليلة سعادة وفرح ودعاء للعروسين بتمام التوفيق. أم نوف الأحمدي (والدة عروس): في عاداتنا العائلية من المفترض على أهل الزوج تحمل نفقات الفرح والترتيب له، ويحضر أهل العروس كضيوف على السهرة، وأثناء سؤالي عن مكان الحفل الذي سيقام فيه زواج ابنتي أشارت والدة العريس بأنهم سيحجزون قاعة كبيرة لإقامة الحفل وسيشاركنا الفرح أخوه وعروسه أيضا، لنتفاجأ ليلة الحفل بأنهم انتقوا استراحة صغيرة مما أغضبني وأحرجني أمام ضيوفي وقضيت معظم وقتي مع ابنتي قبل الزفة. نهاد خليل (طالبة): غالبا ما استمتع برؤية المواقف المثيرة للضحك بعد أن تبدأ المغنية كلمات الأغنية الأولى، فترى كل فرقة تجتمع في جانب يتبادلن النظرات الحادة التي تظهر ما اعتمر في نفوسهن وما خلفته المشاكل من ضغينة وحقد يطفو على السطح ليلة الزفاف، والمضحك أن العروسين لا يعرفان ما يدور داخل الصالة من حرب وقد يكونان سعيدين بليلتهما. سلمى صالح (جدة): لا أحبذ رؤية الفرقة بين أهل الفرح في ليلة هي الأولى بإظهار السعادة وتناسي الخلافات، فبالأمس كنا نستعد للأفراح لليالٍ وأيام ويجتمع الأهل والأحباب لتجهيز الترتيبات وتجتمع أسر العروسين ويتم الاتفاق بشكل ودي حتى في ما يخص العروسين كالزفة والكوشة. وعد (مغنية أفراح): كمغنيات في الأفراح النسائية نعتمد التعامل مع الطرف الذي يطلب منا إحياء الليلة سواء أكانت أم العريس أو العروس ونتفق معها على المبلغ المطلوب، ونلبي طلباتها سواء أكان الغناء بموسيقى أي يقتصر بالضرب على الدفوف، وتختار الأم توقيت غناء الأغنية مما يدعو إلى تجمع الأقرباء على ممر الصالة والتحلق حول أهل المناسبة والسير وصولا إلى الكوشة، وقد يحمل أهل العروسين ورودا تميزهم عن البقية، ومن المواقف التي تحدث مرارا طلب الطرف الآخر إعادة الأغنية وذكر أسماء معينة وقد تنفعل علينا إحدى القريبات ونحن لا يد لنا في مشاكل العائلتين.