انطلقت أمس في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض أعمال الندوة العلمية «العلاقات التكاملية بين التنمية والأمن» التي تنظمها الجامعة وتستمر حتى 30 شوال الجاري. يشارك في الندوة 120 متخصصا من العاملين في الأجهزة الأمنية، الاجتماعية، أجهزة التخطيط، وزارات الشؤون الاجتماعية، الشؤون البلدية والقروية، العدل والاقتصاد من 10 دول عربية هي الأردن، البحرين، الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، قطر، الكويت، لبنان، وموريتانيا. وكان رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي ألقى كلمة رحب فيها بالحضور في بيت الخبرة الأمنية العربية مؤكدا أن الجامعة تسعى ضمن مسؤولياتها وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للجامعة وإخوانه وزراء الداخلية العرب إلى تطوير الكوادر الأمنية العربية عن طريق تنظيم وتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة العلمية والتدريبية التي تسعى في مجملها إلى تنمية القدرات وتوسيع دائرة الاطلاع لمنسوبي الأجهزة العربية. وأبان الغامدي أن التنمية تعني مجموعة الأنشطة الاقتصادية، الصناعية، التجارية والخدمية التي تؤدي إلى جعل المجتمع في حالة تطور ونمو مستمر، وذلك لا يكون ممكنا دون الأنشطة العلمية والمعرفية والتطور المستمر في الهياكل الاجتماعية على اختلاف أنواعها وذلك لا يمكن أن يتم إلا في ظل الأمن والاستقرار والمقصود بالأمن هنا هو الأمن الشامل الذي يتضمن الأمن الاجتماعي والنفسي والاقتصادي وغيره إضافة إلى أمن الأرواح والممتلكات وهو مايشير بوضوح إلى العلاقة التكاملية بين التنمية والأمن، موضحا أنه انطلاقا من تلك الرؤية جاءت الندوة العلمية بهدف تنمية المعارف وتبادل الخبرات. وتمنى معاليه في ختام كلمته أن تحقق الندوة التي استقطبت لها هيئة علمية متميزة أهدافها في معالجة المحاور المطلوبة وأن تخرج بتوصيات علمية عملية تساعد في التنمية بمجتمعاتنا العربية. والقى عميد مركز الدراسات والبحوث حسن مبارك طالب كلمة استعرض فيها إنجازات المركز في مجال الندوات العلمية كما تناول في كلمته مفاهيم التنمية الاجتماعية ودورها في تطوير مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والخدمية، مؤكدا أن التنمية في القرن الحادي والعشرين تعني التنمية المستمرة والمستدامة وتؤدي إلى إحداث تغير نوعي في حياة الفرد والمجتمع. كما ألقى عامر خضير الكبيسي عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة والمشرف العلمي على الندوة عامر خضير الكبيسي كلمة استعرض فيها أهمية موضوع الندوة وتناول أهدافها وما تسعى إلى تحقيقه. بعد ذلك بدأت أعمال الندوة بالجلسة الأولى التي رأسها الدكتور عبدالرحمن إبراهيم الشاعر أمين عام الجامعة وقدم فيها الدكتور إبراهيم بن محمد العواجي وكيل وزارة الداخلية السعودية سابقا ورقة علمية بعنوان الدور التنموي للأجهزة الأمنية في ظل تحديات العولمة ثم نوقشت ورقة موضوعها التنمية المستدامة والأمن الشامل بين التوافق والتضاد لعامر الكبيسي. وفي الجلسة الثانية التي رأسها اللواء الدكتور سعد علي الشهراني قدمت ورقة عن ثنائية الأمن والاقتصاد في الوطن العربي قدمها للدكتور عبدالرحمن إبراهيم الشاعر، ثم نوقشت ورقة الدكتور عدنان عبدالله الشيحة من جامعة الملك فيصل وموضوعها التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية والتنموية وأعقب ذلك جلسة مناقشة عامة. يشار إلى أن الندوة ستناقش أوراقا علمية عن التخطيط الاستراتيجي ودوره في تحقيق التكامل لربط التنمية بالأمن للدكتور عبدالكريم أبو الفتوح درويش من وزارة الداخلية الإماراتية، التطور التقني ودوره في تعزيز التنمية والأمن في البلدان العربية للدكتور محمد فوزي مراياتي من وزارة التخطيط السعودية، المنظمات الدولية ودورها في تعزيز التنمية والأمن للدكتور اللواء محمد فتحي عيد من كلية الدراسات العليا في جامعة نايف، الظواهر الاجتماعية وانعكاساتها السلبية على التنمية للدكتور صالح رميح الرميح من جامعة الملك سعود، أثر الفساد على الأمن والتنمية للدكتور جواد أحمد العناني رئيس وزراء الأردن الأسبق، التشريعات المحلية والدولية ودورها في تعزيز الأمن والتنمية للدكتور علي حسن الشرفي من الأكاديمية العليا للدراسات الأمنية اليمنية سابقا، إضافة إلى تقارير الوفود المشاركة والتوصيات. وتسعى الندوة إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل في توضيح مفهوم وفلسفة العلاقات التكاملية بين الأمن والتنمية، العلاقة الترابطية بين الأمن والتنمية، الأمن بمفهومه الشامل والتنمية، انعدام الأمن وتأثيراته على التنمية، والظواهر الاجتماعية السلبية وانعكاساتها على التنمية. فيما تتناول التعريف بماهية التنمية الشاملة والمستدامة وأهميتها في تعزيز الأمن بمفهومها الشامل، تحديد الدور الذي تؤديه الأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها في ظل التحديات المرافقة للعولمة والملبية لطموحات المواطنين، تشخيص المعوقات والآثار السلبية والتهديدات الناجمة عن غياب التنسيق والتكامل بين الأمن والتنمية، الوقوف على أساليب التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية والتنموية وسبل تقويتها وتطويرها، دور القيادات الاستراتيجية والتمويلية في تحقيق التكامل والتعاون وصياغة الخطط والرؤى المستقبلية لربط التنمية والأمن كهدفين أساسيين مكملين لبعضهما البعض. حضر حفل الافتتاح محمد بن عبدالله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وإبراهيم بن محمد العواجي.