وطني.. كم أنا فخور بك، أرضا وسماء وشعبا وهواء، كل جزء منك يملأني بهجة لا تتناهى، أنت قلبي النابض بالحياة، أرى في صحرائك جنة، وفي هوائك شفاء للعليل. وطني.. لكم تشدني إليك هذه المفردة كلما سافرت بعيدا عن ثرى أرضك الطاهر.. ولكم تنتعش خواطري وتزهو كلماتي عندما أسطرها تعبيرا عن مدى هيامي بك، أو توثيقا لتاريخك الحافل بالمنجزات التي لطالما تغنينا بها ولا زلنا. فمنذ توحيدك حتى هذه اللحظة وأنت تختزل مسافات التطور، وتتجاوز حواجز الزمان في تحد قل نظيره، وتقف أمام تقلبات الحياة في صمود. حق لنا أن نفخر بوطن شامخ شموخ الأجداد الذين وحدوه بأرواحهم ودمائهم، وحق لنا أن نسعد بشعب ضرب لنا أروع معاني اللحمة والالتفاف والوطنية الحقة في زمن تتهاوى فيه رؤوس الأنظمة من حولنا كما تتهاوى الشعوب في فتنة الاقتتال. نعم وطني.. اليوم هو يومك الذي تتجدد فيه الذكريات، وينفض فيه تاريخ البطولة عن كاهله غبار الزمن، ليعيد لنا تفاصيل ملحمة التوحيد التي قادها رجل الدولة الأول الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، توحيد مزق العصبية النتنة، وبدد ظلمات الشرك والجهل، توحيد ألف القلوب، وطهر الفكر، وأنار للشعب طريقه نحو البناء المتزامن مع إيقاعات المرحلة بل اللحظة التي يعيشها. نعم وطني.. ستظل في قلوبنا أينما كنا وكيف ما كنا، وسيجمع شعبنا خالص الوفاء لك برغم نتوءات الحياة لأنك الوطن الذي تشبثت به أفئدتنا واستشربت حبه في غير ما انقطاع. فكيف لا نحتفل بيوم كهذا، ولولاه لما كنا على ما نحن عليه، ولما حققنا معشار ما نحن عليه في كل مجالات الحياة. ولما تربعنا على عرش القيادة في عالمنا المعاصر. إبراهيم يحيى العمري