عربة الموت في لائحة القدر؛ ما من أحد يمكنه أن يعرف متى وإلى أين تتجه إلا ساعة الصفر، ويا له من صفر مباغت تكمن فيه كل عوامل الأسى والحزن وألم الفقد لعزيز وغال شاء الله ولا راد لمشيئته أن يتحول إلى رقم صعب في عداد الراحلين إلى دار الفناء في نظر أهله وعارفيه. وما أصابني من ألم الفقد وأحزنني أكثر هو أن أكون بعيدا عن موقع الحدث، وعن مشاركة من حمل على الأكتاف؛ رفيق الصبا والزمالة والمهنة الدكتور علي عمر جابر، وإن كنت لم أحرم من إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبيل مغادرتي الوطن أثناء غيبوبته في العناية المركزة في تخصصي جدة. كيف لا وهو من ترك بصمات تحسب له في حجم خدمة الصحافة أولا، وفي عضويته لهيئة التدريس في جامعة المؤسس، حتى استوى بتقاعده لمقاومة ما ألم به من أدواء، وكأنما كتب عليه أن يكافح بعصاميته الطيعة مآسي اليتم ومخلفات الفقر في مستهل حياته، فزاوج بين الحالة هذه وبين تثقيف نفسه بأعباء عملية حملته إلى منصب مدير تحرير في هذه الصحيفة إبان تزاملنا معا في أولى مراحل المؤسسة الصحفية. دفعه طموحه إلى التسلح بالدكتوراه كمؤهل علمي هيأه للتدريس في جامعة الملك عبدالعزيز، لم يتوقف معها على الإسهام في الكتابة الصحفية، ولم يمنع هذا كله من تواصل بعضنا وإن كان ملتقانا النهائي سوية هو كرسي التقاعد. رحمه الله رحمة الأبرار، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».