حققت ديوانية جدة التي يرتادها كبار رجال الأعمال بالمنطقة الغربية خلال فترة وجيزة طفرة هائلة وسمعة موثوقة وحضوراً متميزا بين جميع الأوساط الاقتصادية ليس في مدينة جدة فقط بل تعدتها للعديد من المناطق والأوساط على اختلاف مسمياتها، وأصبحت ديوانية جدة إحدى أهم العلامات البارزة في العاصمة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية وبوابة الحرمين الشريفين مدينة جدة خاصة أن القائمين عليها وهم سعادة الشيخ خالد بن عبداللطيف الفوزان وسعادة الشيخ عماد بن عبدالقادر المهيدب يحرصون على أن تقدم الديوانية برنامجاً توعويّاً هادفاً يركز على العديد من القضايا التي تهم الأسرة والمجتمع وتقوم الديوانية أسبوعيّاً باستضافة أحد العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي والخبرة والتجربة للحديث عن موضوعات مختارة تساهم في تأصيل التوعية الهادفة التي تتواكب والتطورات المتلاحقة في شتى المجالات، وسبق لها أن استضافت بعض كبار أهل العلم والمعرفة من داخل المملكة وخارجها. المحاضرة كانت بعنوان "قوة الشفاء بالقرآن" والتي ألقاها فضيلة الشيخ يوسف بن محمد بن عبدالرحمن الدوس عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام – كلية اللغة العربية عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية إمام وخطيب جامع والدة محمد الثنيان بحي النخيل بالرياض زار قريبا من ثلاثين دولة حول العالم في أنشطة دعوية وعلمية مستشار إعلامي لدى شركة الطاووس الإعلامية عضو الجمعية العمومية للمركز الخيري للقرآن وعلومه عضو المركز الدولي للطب التكميلي شارك في العديد من البرامج والندوات في الإذاعة والتلفاز له برنامج مباشر على قناة الراية بعنوان شفاء ورحمة حول ضوابط الرقية الشرعية وأساليب العلاج من العوارض الشيطانية ويبث التاسعة مساء كل سبت قدم العديد من الدورات التدريبية والمحاضرات التوعوية في دول مختلفة (أمريكا – كندا – السويد – فنلندا – هولندا – لبنان – تونس – البحرين) وغيرها مثّل المملكة في ملتقى جامعات الخليج الثقافي (مسقط) مثّل المملكة في ملتقى جامعات الخليج الأدبي (جدة). بدأ المحاضر حديثه عن أهم الآداب التي ينبغي أن نتحلى بها وقت الرقية هو الالتزام بالضوابط الشرعية والوقوف عند حدود الكتاب والسنة... ومن أعظم ذلك تعلق القلب بالله واليقين بأن الله هو الشافي والنافع وهو المدبر سبحانه... ومن أعظم الأشياء التي أكد عليها هنا أن الواجب هو أن يرقي الإنسان نفسه ويقرأ القرآن قراءة مبنية على التدبر والفهم حتى يصلح قلبه أولا فيتتابع عليه الخير بعد ذلك لأن صلاح الجسد كله مرتبط بصلاح القلب فكثير من الأمراض المنتشرة اليوم منبعها فساد القلب وضعفه وشتاته وهذا يجر إلى سقم البدن وسقم النفس وضعف الإيمان. والذي يغيب عن الناس اليوم هو أن مفهوم الاستشفاء بالقرآن مفهوم كبير وشامل، ولو أخذ الناس بالاستشفاء بالقرآن بمفهومه الشمولي لزال عنهم كثير من الشرور التي يعانون منها اليوم فقد رسم القرآن طريقا إلى الشفاء النفسي وذلك عندما دعا إلى ضبط الانفعالات النفسية كالخوف والحب والغضب وغيرها ورسم منهجا لشفاء القلب من أمراض الشبهات والشهوات ورسم منهجا لشفاء البدن وقوته فحث على الأكل من الطيبات وحرم أكل الميتة وشرب الخمر ونحو ذلك. والمقصود أن نعطي القرآن حجمه اللائق به فلا نحصر الاستشفاء به بقراءته على الممسوس والمحسود والمسحور فهذا جانب، ولكن المفهوم الحقيقي أوسع من ذلك لاسيما إذا تدبرنا وفهمنا ثم طبقنا وعملنا فربنا يقول: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا" [الإسراء:82]، وقال تعالى: "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" [الأعراف:200]، وقال تعالى: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" [الشعراء:80]، وقوله تعالى: "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء" [فصلت:44] ولفظ "شفاء" عام يتناول شفاء الأمراض القلبية والعقلية، كما يتناول الأمراض الجسدية والعوارض المادية الحسية، والأصل بقاء العام على عمومه وعدم تخصيصه إلا بمخصص، ولا مخصص هنا - على ما قرره العلماء، قال الألوسي: استدل العلماء بالآية على أن القرآن يشفي من الأمراض البدنية كما يشفي من الأمراض القلبية. ثم أجاب المحاضر على سؤال عن: هل هناك صفات نستطيع من خلالها أن نميز به الراقي الحاذق؟ كما قلت سابقا كل واحد منا هو الراقي لنفسه لأننا في وقتنا هذا رأينا انصراف الناس عن رقية أنفسهم معتقدين أن الرقية لا تكون إلا من أناس معينين وهذا فهم مغلوط والواجب أن يقوم كل منا بنفسه وبمن حوله من الأهل والأولاد. وعلى أية حال فلو اضطر الإنسان إلى الاستعانة براقٍ فليحرص على أن يكون ممن عرف بالصلاح والتقوى والتزام السنة وقراءته الصحيحة للقرآن وبعده عن البدع والمخالفات التي انتشرت عند بعضهم اليوم, من ذلك الاستعانة بالجن فهذا لا يجوز على الصحيح من أقوال أهل العلم وكذلك ينبغي أن يكون الراقي محتسبا في رقيته فلا يغالي في أخذه للمال لأن الرقية عمل صالح وهو مأجور عليه فينبغي أن يحتسب في ذلك وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته (إيضاح الدلالة على عموم الرسالة) عن رقية الناس بدفع الجنّ وإخراجها من جسومهم: "فهذا من أفضل الأعمال، وهو من أعمال الأنبياء والصالحين، فإنه مازال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن أجسام بني آدم بما أمر الله به ورسوله، كما كان المسيح يفعل ذلك، وكما كان نبيّنا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك" انتهى كلامه. وهذا أيضا يستوجب الإخلاص والتجرد والبعد عن الرياء وطلب الشهرة ونحو ذلك من الأفعال التي تفسد العمل وتذهب بأجره وتضعف أيضا أثر الرقية وقوتها في التأثير على المريض قال ابن التِّين: "الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله"، وقال الخطابي: "الرقية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما يكون بقوارع القرآن وبما فيه ذكر الله على ألسن الأبرار من الخلق الطاهرة النفوس وهو الطب الروحاني. وعليه كان معظم الأمر في الزمان المتقدم الصالح أهله. فلما عزّ وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطب الجسماني، حيث لم يجدوا للطب الروحاني نجوعاً في الأسقام، لعدم المعاني التي كان يجمعها الرقاة المقدمة من البركات". وانتقل المحاضر إلى الإجابة عن سؤال عن هل هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الرقاة؟ أجاب فضيلته ب "نعم" هناك بعض الأخطاء يقع فيها بعض الرقاة وهم قلة بفضل الله فالرقاة في وقتنا هذا عامتهم على خير لا سيما في هذه البلاد التي ينتشر فيها العلم وأهله لكن من أبرز الأخطاء التي قد تقع البعد عن العلم الشرعي وضعف التحصيل وهناك عدد من الرقاة يتساهلون بالخلوة مع النساء والتعامل معهن وكذلك الطمع المادي لدى البعض يذهب ببريق الإيمان الذي هو السلاح الأقوى في قلب الراقي ومن ذلك الاستعانة بالجن واستخدام الضرب والخنق والتسرع في التشخيص والقراءة الخطأ للقرآن والدخول في القضايا الخاصة للمريض في جانبها الاجتماعي أو الأسري وقد لا يحسن الراقي التعامل معها، ولن أطيل في هذا لأنه نادرة بفضل الله في مجتمعنا. ثم تطرق المحاضر إلى كيفية تحصين الإنسان نفسه حيث قال: أعظم ما يحصن الإنسان به نفسه طاعته لله والتزامه بأوامره (احفظ الله يحفظك) ثم مداومته على أذكار الصباح والمساء الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأعظمها المعوذات وذلك لما رواه أبو داود والترمذي عن عبدالله بن حبيب رضي الله عنه، قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي ليصلي لنا، فأدركناه، فقال:"قل" فلم أقل شيئا، ثم قال: "قل" فلم أقل شيئا، ثم قال:"قل" قلت: "يا رسول الله ما أقول؟" قال:"قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء"، وكذلك الحرص على أداء الفرائض خصوصا الفجر والعصر ففي الحديث (من صلى الصبح فهو في ذمة الله حتى يمسي ومن صلى العصر فهو في ذمة الله حتى يصبح) ويحرص على سائر الصلوات والواجبات الشرعية والمهم هو أن يكون العبد معتمدا على الله محسنا الظن به لا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه فالقلب بقدر ما يتحقق فيه التوحيد الكامل والنقاء من الشوائب فإن المرء عندئذ يحقق لنفسه العبودية المطلقة لله التي هي سر الحفظ والتمكين والسعادة (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)... كما أن الإكثار من قراءة القرآن من أعظم ما يحقق الحفظ للعبد (فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) لا سيما قراءة البقرة وآية الكرسي فهذا له أثر بالغ في الحفظ وطرد الشياطين... وكذلك المحافظة على أذكار النوم الثابتة ومن أعظمها آية الكرسي ففي حديث أبي هريرة المشهور أن الشيطان قال له: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح) وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: (صدقك وهو كذوب) وكذلك ينبغي الإكثار من شهادة التوحيد فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال لا اله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك, وله الحمد, وهو على كل شيء قدير, في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه). وأوصي – خصوصا النساء – بعدم الحديث بكل ما يقع في حياة الإنسان الخاصة سواء في العلاقة الزوجية أو ما يحققه الإنسان في الجانب المادي أو ما يدور في أمور البيت وبين الأولاد أو نحو ذلك لأن الأصل في ذلك كله أن يبقى قيد الكتمان ففي الحديث عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" رواه الطبراني في الثلاثة وصححه الألباني. كما أوصي دائما بالتصبّح بسبع تمرات فذلك له أثر بالغ في الوقاية من السموم والسحر من خلال تنقية الكبد وتصفية الدم فالتمر فوائده عظيمة ولكننا قصرنا في تناوله وفي الحديث الصحيح: (تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) وأكدت نتائج الدراسة التي أجريت بإشراف مجموعة من أساتذة متخصصين في علوم الشريعة والأحياء والكيمياء في جامعة الزيتونة الأردنية، أن التصبح بأكل التمر يقي من خطر السموم بما في ذلك سموم الأفاعي ومثيلاتها من الحشرات السامة. ونحن اليوم نعاني من أغذية مليئة بالسموم وللأسف والتي بسببها تكاثرت الأمراض والمصائب سواء في الوجبات السريعة أو في الأغذية المعلبة التي تسبح في المواد الحافظة الكميائية. ولذلك أؤكد على أخذ التمرات السبع من أي نوع كل صباح وشرب ما لا يقل عن كوبين من الماء الفاتر. وردّاً على سؤال عن كيفية تعامل المريض الروحي مع مرضه؟ أجاب فضيلته: علي المريض الأخذ بالأسباب جميعا في التداوي الحسية منها والمعنوية، فلا بأس بمراجعة الطبيب والاستفادة من توجيهاته وكذلك استشارة الطبيب النفسي لو استدعى الأمر ذلك. لكن عليه عدم الاستعجال في استخدام الأدوية الكيميائية أو اللجوء للعمليات الجراحية الخطرة حتى يعرض نفسه على كتاب الله ويصبر على ذلك فهناك حالات كثيرة استعصت على الأطباء وحاروا فيها ثم إذا بها تشفى بالقرآن بإرادة الله عز وجل لكن الأمر يحتاج إلى صبر ويقين. كما أوصي بعدم الاضطراب والتشتت بين الرقاة والذي قد يوقع في شتات وضياع في الجهد والمال فقد يسمع المريض من راقٍ كلاما ويجد عند الآخر ما يناقضه في التشخيص، والواجب أن يجتهد المريض مع نفسه بالرقية وتلاوة القرآن والتضرع بالدعاء ونحو ذلك فأقوى ما تكون الرقية إذا كانت من المريض نفسه وكانت نابعة من يقين وصدق. - كلمة توجهونها لكل من ابتلي بالأمراض الروحية؟ الوصية دائما بالصبر واحتساب الأجر والرضا بقضاء الله وقدره لأن ذلك يرغم الشيطان ويضعف كيده ولا يمكنه من المريض فلا يلقي في قلبه اليأس والقنوط وليتذكر كل مريض حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له). ثم ليفزع إلى كتاب الله وينكب على قراءته ورقية نفسه به وهو موقن بأنه شفاء له ورحمة... ولا يعذر نفسه بأنه لم يجد من يرقيه لأنه حينئذ سيحرم نفسه خيرا عظيما والأمر متاح وسهل بفضل الله يستطيع أن يقتني أي كتيبٍ للرقية ويرقي نفسه ويجتهد في ذلك. ثم لا ينتظر الواحد منا أن يوقن بأنه مصاب بعين أو حسد حتى يقرأ القرآن بل الواجب المبادرة للرقية سواء كان المرض نفسيا أو عضويا أو روحيا. وأمر آخر فليس تشخيص العين والأمراض الروحية أمرا قطعيا فربما يكون المرض العضوي الذي تم تشخيصه من قبل الأطباء سببه عين أو حسد فالواجب إذا المبادرة للرقية في كل الأحوال. ثم لا حاجة للاضطراب الشديد في تشخيص الحالة المرضية هل هي حسد أو سحر أو مس أو نحو ذلك لأن القرآن شفاء لذلك كله فعليه أن يجتهد وينوع في اختيار الآيات ويتدبر ما استطاع فثم الشفاء. - من الأشياء المساعدة في الاستشفاء زيت الزيتون والعسل وماء زمزم والماء المقري فيه، فما مدى نفعها وتأثيرها؟ نعم لزيت الزيتون تأثير عجيب على الأمراض الروحية لاسيما إن كان مرقيا فهو من شجرة مباركة، ففي الحديث (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) أخرجه الترمذي برقم (1851), وصححه الألباني.. وذلك لأن زيت الزيتون شربه والادهان به من أعظم ما يقوي مجال الإنسان الطاقي ويكافح التعثر الموجود داخل الجسد في تدفق الطاقة وكذلك من الخارج إذا دُلك به المكان المتألم لا سيما إذا مزج بالملح الحجري الطبيعي... وأما فوائده الطبية والصحية فهي أكثر من أن تحصى، من ذلك أنه يخفض مستوى الكولستيرول الرديء في الدم LDL, ولا ينقص من مستوى الكوليستيرول المفيد في الدم HDL, ومن الثابت علميّاً أنه كلما ارتفع مستوى النوع المفيد كلما قلت نسبة الإصابة بجلطة القلب. وزيت الزيتون يخفض مستوى ضغط الدم المرتفع, ففي دراسة أجريت على أكثر من 100,000 شخص, ونشرت مجلة (جاما) الأمريكية الشهيرة نتائجها في عام 1990م, تبين أن مستوى ضغط الدم وسكر الدم والكولستيرول كان أقل عند الذين كانوا يكثرون من تناول زيت الزيتون. وذكرت دائرة المعارف الصيدلانية الشهيرة (مارتندل) أن زيت الزيتون يعمل كملين لطيف, كما يعمل كمضاد للإمساك المزمن, كما أنه زيت يلطف السطوح الملتهبة في الجلد. وأما الحبة السوداء فهي ذات تأثير بالغ جدا ولكن المشكلة هي التخزين السيئ لها والذي يذهب بفائدتها فلابد أن تحفظ بعيدا عن النور وأشعة الشمس والحرص على حفظها في علب زجاجية قاتمة أو علب فخار ولا تحفظ في علب البلاستيك. ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام" والسام الموت. وفوائدها عظيمة جدا من ذلك ما ذكره الأطباء العرب ابن سينا في (القانون في الطب), وابن الكحال في (تذكرته) والموفق البغدادي في كتابه (الطب من الكتاب والسنة) وغيرهم منافع عديدة للحبة السوداء, منها أنها علاج للزكام, والسعال, والنزلات الشعبية, ومفيدة في إدرار حليب المرضع, وتخفيف الصداع وغير ذلك. وقد أجرى عدد من الباحثين تجارب على الحبة السوداء لمعرفة الخواص الدوائية لها, فجاءت نتائج الأبحاث في منتهى الأهمية حيث ثبت للباحثين أن الحبة السوداء لها أثر فعال في علاج أمراض الصدر, والكلى, والمعدة, والأمعاء, وأمراض الدم, واتضح أثرها الطيب في السيطرة على الأحياء الدقيقة, وأنها مقوية للجهاز المناعي. وأما العسل فيكفي أن الله عز وجل قد قال فيه: "فيه شفاء للناس". وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال له صلى الله عليه وسلم: (اسقه عسلاً) فسقاه عسلاً. ثم جاء فقال: يا رسول الله سقيته عسلاً فما زاده إلا استطلاقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلا) فذهب الرجل فسقاه عسلا فبرئ. والفوائد الصحية للعسل لا يمكن أن تحصى وهو نافع جدا لمن كان يعاني الأمراض الروحية وذلك لأنه يشكل طاقة قوية للجسد لاحتوائه على العناصر الأساسية للغذاء المتكامل فقد اكتشف العلماء الآن ما يقرب من سبعين مادة يحتوى عليها العسل من أهمها: سكر الفواكه "فركتوز" (Fructose) بنسبة (40%)، وسكر العنب "جلوكوز" (Glucose) بنسبة (30%)، وسكر القصب بنسبة (40%) ويحتوى عسل النحل على بعض الخمائر التي تساعد في عمليات الهضم المختلفة ... مثل: خميرة الأميليز "Amylase"... ويحتوى عسل النحل على أنواع كثيرة من البروتينات أهمها الأحماض الأمينية والعضوية، وكذلك يحتوى على مجموعة من الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب1)، (ب2)، (ب3). يحتوى العسل على نسبة من الأملاح المعدنية أهمها: أملاح الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد والكلور والكبريت. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر أن العسل يحتوى على مواد مضادة لنمو الجراثيم... وإذا سردنا جميع محتويات العسل فسيطول بنا المقام، ولكن هذه بعض المكونات المهمة التي اكتشفها العلماء. وأما الماء المرقي به فهو بلا شك يحمل كفاءة عالية جدا وقدرة شفائية كبيرة وذلك لأن جزئيات الماء تتبلور بشكل مختلف تماما بعد القراءة عليها وهذا مثبت من خلال تجارب مخبرية والمهم أن نحرص على القراءة مع النفث على الماء من قرب والقراءة بصوت مرتفع وبترتيل لأن القراءة المرتلة لها موجات ذات تردد مؤثر جدا وهناك صور عجيبة وساحرة لبلورات الماء بعد القراءة عليه منتشرة في مواقع الانترنت وهو ما قام به العالم الياباني (أموتو) في تجربة شهيرة على الماء المقروء عليه وعلى ماء زمزم أيضا وعلى كل حال فليس لدينا أدنى شك أن كلام ربنا الذي لو أنزل على جبل لتصدع نافع ومؤثر بإذن الله. - ما أسباب انتشار الحسد والعين في هذا الوقت بشكل ملفت ومخيف؟ أعظم أسباب انتشار الحسد ضعف النفوس وعدم الرضا بما قدر الله فكثير من الناس يتطلع إلى ما لدى الآخرين من الخير والنعيم والنجاح ولهذا وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن ننظر إلى من هو دوننا ولا ننظر إلى من هو فوقنا، فقال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو دونكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"، وفي رواية البخاري: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه". وقال معاوية رضي الله عنه: كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة لا يرضيه إلا زوالها. ولهذا قيل: كل العداوات قد ترجى أمانتها إلا عداوة من عاداك من حسد. فالواجب هو تربية النفس على القناعة والرضا والبعد عن التعلق بالدنيا الذي هو سبب البليات كلها والله المستعان. - كيف نفرق بين الحسد والعين والمس؟ التفرقة بينهم دقيقة والأعراض متداخلة وليس هناك أمور قطعية في التفريق بينها فالأعراض متداخلة جدا ومتفاوتة من حالة إلى حالة وليس ما يذكره الرقاة وينتشر في مواقع الانترنت من العلامات والأعراض لكل مرض قطعيا ودقيقا ولكن الراقي الحاذق المتأني قد يدرك ذلك، يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - يرحمه الله - حينما سئل عن تشخيص المرض من قبل الراقي: (معلوم أن الراقي الذي تتكرر عليه الأحوال ويراجعه المصابون بالمس والسحر والعين ويعالج كل مرض بما يناسبه أنه مع كثرة الممارسة يعرف أنواع الأمراض النفسية أو أكثرها وذلك بالعلامات التي تتجلى مع التجارب فيعرف المباشرة بتغير عينيه أو صفرة أو حمرة في جسده أو نحو ذلك، ولا تحصل هذه المعرفة لكل القراء وقد يدعي المعرفة ولا يوافق ذلك ما يقوله، لأنه يبني على الظن الغالب لا على اليقين، والله أعلم). (الفتاوي الذهبية في الرقية الشرعية – ص 20، 21). ولكن عامة ما هو منتشر بين الناس هو من تأثير العين والحسد وفي الحديث: (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره من العين). ثم اختتم فضيلة الشيخ يوسف بن محمد بن عبدالرحمن الدوس محاضرته بقوله: ختاما أنقل كلاما رائعا لابن القيم جاء فيه: "القرآن شفاء تام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة. وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به فإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه بصدق على دائه بيقين لم يقاوم أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا في القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله" زاد المعاد 4/ 252.