كتب الزميل المغفور له بإذن الله تعالى بكري القرني يوم الأحد الماضي الساعة الواحدة و46 دقيقة صباحاً على صفحته في «الفيس بوك» كلمات تشير في مضمونها وكأنما كان يشعر بقرب أجله، حيث دعا إلى أن نجعل هذا الكون الفسيح بمثابة جنة صغيرة من خلال التسامح ومد جسور التواصل والمحبة فيما بيننا، قائلا: «ما نحن إلا ضيوف عابرون». وجاء في ما كتبه الزميل الراحل: «معا لنجعل الكون الفسيح جنة صغيرة نعبّر فيها عما في داخلنا ونكوّن صداقات رائعة من شتى دول العالم لزيادة الثقافة والمعرفة وبناء جسور التواصل والمحبة وبعيدا عن الغرور الزائد والاعتزاز بالنفس البشرية، فما نحن إلا ضيوف عابرون، فيجب علينا ألاّ نترك إلا كل أثر جميل ...... واللبيب بالإشارة يفهم ؟؟؟؟؟؟؟). ............ بكري القرني. ------------------------------- مات المبتسم بكري * هل حقًّا مات بكري القرني؟ يا لهول الصدمة والفاجعة! * مات الزميل العزيز، الشاب المتدفق حيوية، صاحب الابتسامة الجميلة، الخجول بأدبه وأخلاقه. * مات صديقي. * كنتَ يا بكري قبل ساعات كالفراشة، تنتقل من موقع لآخر في منتدى مركز السيدة خديجة بنت خويلد، ترصد بكاميرتك –بحرفية- صورًا للمتحاورين، ثم تنتقل إلى الصحيفة وهي توشك على الطباعة؛ لتختار بنفسك الصورة الأجمل للصفحة الأولى، وتُصرّ بدفاع مستميت عليها، وتخرج من الصحيفة وأنت قلق بأنها قد تُستبدل. * مَن سيقول لك يا بكري إنها بقيت.. وإنها الأجمل، وقد اختطفك الموت في ساعات متأخرة من الليل، بعد عمل مضنٍ مجهد، وأنت نائم على وسادتك مبتسمًا. * كنتَ يا بكري سعيدًا بالصورة البانورامية التي التقطتها عدسة كاميرتك لحشود الحجيج على جسر الجمرات، ونشرتها الصحيفة في صفحتيها الأولى والأخيرة؛ لجمالها، وإبداع مصوّرها كأفضل صورة نُشرت في الصحافة المحلية عن الحج. * مَن سيقول لك يا بكري إذا ما اختيرت هذه الصورة لجائزة أفضل صورة صحفية؟ ومَن سيعتلي المنصة لاستلام الجائزة؟! * كنتَ يا بكري فرحًا سعيدًا تعدّ الأيام والأسابيع والشهور، تنتظر مولودك البكر، وقد مضى على زفافك خمسة أشهر.. مَن سيقول لك إن زوجك أنجبت لك طفلاً جميلاً مبتسمًا يشبهك تمامًا. * يا بكري .. صورت أفراحنا وأتراحنا، ويوم أمس تزاحم زملاؤك سعود وأحمد ووليد ليلتقطوا لك آخر صورة وأنت محمول على أكتاف محبيك ومشيعيك إلى مثواك. * يا بكري.. فراقك المفاجئ مزّق أحشاء قلوبنا، وأدمع أعيننا. * يا بكري.. إنّا لفراقك لمحزونون. اللهم أغمره برحمتك الواسعة وأسكنه فسيح جناتك. * نائب رئيس التحرير -------------------------- لن أراه بعد اليوم حتّى هذه اللحظة لا أكاد أستوعب حقيقة رحيل الزميل العزيز بكري القرني، ولا أكاد أصدّق أنني لن أراه بعد اليوم، وكيف أصدّق ذلك بسهولة، وقد تزاملنا على مدى سنوات طويلة، عهدناه على امتدادها أخًا عزيزًا، وصديقًا وفيًّا، مخلصًا في عمله دون كلل أو ملل، صادقًا في تعامله مع الجميع. وكان الزميل “أبو عوض” متميّزًا في عمله، دقيقًا في انتقاء صوره، وزاوية التقاطها، وأكثر من ذلك لم تكن مهمته تنتهي بتسليم الصور التي يلتقطها في أي مناسبة -كما يفعل كثيرون- بل كان يحرص على المشاركة في انتقاء الصورة الأكثر تعبيرًا؛ حتّى وإن كلّفه ذلك البقاء إلى ما بعد انتهاء دوامه، وكان يبرر ذلك بأن الصورة ستحمل اسمه في النهاية. حقيقة كان خبر موته فاجعة لنا جميعًا، خاصة وأنه كان بيننا حتى ساعة متأخرة من ليلة وفاته، ولكنها إرادة المولى عز وجل، ولا راد لقضائه وقدره إلاّ هو. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الزميل العزيز بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم أهله وذويه وجميع أصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”. * مدير تحرير الشؤون المحلية ---------------------------- خسارة جسيمة للوسط الإعلامي والصحفي يمثل فقدان الزميل بكري القرني خسارة جسيمة للوسط الإعلامي والصحفي، وخسارة كبيرة لنا في صحيفة “المدينة” أن نودع هذا الزميل الخلوق المجتهد المكافح المبدع في عمله الصحفي. بكري القرني “رحمه الله” زميل مبدع في مجال التصوير الصحفي طوال تاريخه الذي حفل بكثير من الإنجازات الصحفية، وأنا شخصيا لمست من الراحل العزيز كل إبداع وجهد سواء في العمل داخل الصحيفة أو عندما تزاملنا في بعثات الحج وهو الحدث الذي كان يمارس فيه بكري دائماً هوايته في اختيار الصورة الصحفية التي تميزه عن الآخرين وبالفعل نجح خلال مشاركته في كثير من المناسبات في أن يكون مميزاً بالصورة التي تنطق عن الحدث. بكري القرني الذي فقدناه مساء أمس الأول لم يترك عمله حتى ساعة متأخرة من الليل قبيل رحيله حيث قام بتغطية منتدى السيدة خديجة بنت خويلد وكان مبدعاً في التقاط الصور المميزة التي تصدرت الصفحة الأولى لعدد يوم أمس الأربعاء. رحم الله بكري القرني رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته. * مدير تحرير الشؤون الاقتصادية --------------------------- نعم ... أنت أجمل الصور لله ما أعطى وما أخذ .. الزميل والصديق والأخ الحبيب .. لن ننساك ما حيينا يا بكري، كنت نعم الرجل، صادقا صدوقا، مخلصا وفيا، هادئا صبورا ، عفيفا قنوعا. لن أنساك لأني أحببت فيك تلك الخصال، وأشياء أخرى لن أبوح بها وسأذكرها لابنك الذي لم يمهلك الموت حتى احتضانه، كنت جميلا حين نتخاصم وعلى الرغم من ذلك نذهب سويا لإنجاز عمل صحفي. لن أنساك لأننا سويا صنعنا أرشيفا صحفيا ختمناه قبل أيام في أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة إبان بعثة «المدينة» في حج هذا العام 1431ه، وتلك المصاعب والمتاعب التي تقاسمناها هناك.. أتذكر أثناء مشينا في الجمرات بعد أن تعطلت دراجتنا النارية وكنا قد بلغنا من التعب منتهاه، لم تتذمر وكنت تبتسم لتخفف عني المشقة.. لن أنسى آخر اللحظات التي جمعتنا سوياً ونحن نختار أجمل الصور الجوية في سماء المشاعر المقدسة والتي انتهت بمشكلة واختلاف في الرأي حول أي الصور أجمل .. والآن فقط عرفت أي الصور أجمل .. إنها أنت يا بكري. ------------------------- لن ننساك ولن تغيب ابتسامتك قبل يومين فقط كنت أكثر قرباً منه على عكس الأيام الماضية التي كانت ضغوط العمل تقف حائلاً بيننا في المطبخ الصحفي من التواصل، فقد كان الزميل بكري القرني يرحمه الله مسؤولاً عن تغطية تصوير منتدى السيدة خديجة بنت خويلد والذي اختتم حياته العملية مع اختتام فعاليته. وكان شغله الشاغل على مدى ال48 ساعة الماضية بعد عودته من المنتدى، الجلوس معي عقب معالجة الصور، ليكشف لي خبايا بعض اللقطات التي يرى أنها معبرة، وقبيل سويعات من سماعي خبر وفاته، كان جالساً إلى جواري مداعباً بكلماته الخفيفة في اختيار الصور، . بكري الشاب الخلوق لم أره يوماً غاضباً، حتى عندما كنا ننسى سهواً، وضع اسمه على التغطيات التي يصورها، كان يأتي معاتباً، «نسيت اسمي اليوم». زميلي بكري أعتذر لك عن كل موضوع نسيت فيه اسمك، ولكنني أعدك أنني لن أنساك مهما حييت.