سبحانك ربنا لقد خلقت الموت لتقهر به عبادك ، ولا يملكون إزاءه سوى الاستسلام، - سبحانك ربنا، تنزل بارادتك السكينة والطمأنينة على من رزأ بوفاة قريب أو غياب حبيب، - نسألك اللهم الثبات في الأمر كله، ونستلهم منك وبك الصبر والسلوان - إن وفاة العزيز والصديق محمد عبده يماني تجعلنا نعيش في أسى وحزن لا ينقطعان ، فقد كان رحمه الله لمحبيه وعارفي فضله مثالا للرجل الوفي والبار، والمحب لفعل الخيرات. - عشنا معا زمنا طويلا ، منذ أن تزاملنا في مدرسة الفلاح بمكة ، وحتى عندما تفرق بنا السبل كنا دوما نلتقى على المحبة والخير ، كان أبو ياسر أخا وصديقا وزميلا، يحمل بين جنباته نفسا نقية، وضميرا حيا ، وكان حريصا على مساعدة المحتاجين ، ومواساتهم ، والسعي في قضاء حوائجهم ، ولا يدخر جهدا لمد يد العون لهم. - إن السيرة العطرة لهذا الرجل ستعيش بين محبيه وعارفي فضله أمدا طويلا ، يتذكرونه فيترحمون عليه، ويدعون له بالمغفرة. - لقد كان سباقا للبر ، وملازما للخير ، يواسي الفقير ويعين المحتاج ويقف مع المضطر ويسعى بقدر استطاعته لجلب الصالح لهم ودرء المفاسد عنهم. - كان رحمه الله محبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وحريصا على مرضاة آل بيت النبوة وقد اشتهر بيننا بصفاته الحسنة ، كانت تلك الصفة من أبرزها وأجلها على الاطلاق. - كان - غفر الله له - باراً بوالديه ، وحريصا على مرضاتهما ، وظلت وقفاته مع والدته أثناء مرضها - رحمها الله - أنموذجا باهرا ، يذكر فيشكر ، ويضرب به المثل لمن يريد ان يبر بوالدته ، ويسعى لكسب رضا الله فيها .. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته ، وانزل على زوجته أم ياسر ، وباقي أسرته ، ومعارفه ، وأحبائه الصبر والاحتساب.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).