.. الرجال مواقف ولقد تعرفت على سعادة الشيخ خلف أحمد عاشور من سنوات لم يعد بذاكرتي عددها، ومع ذلك لا ألقاه إلا في القيل من المناسبات رغم احترامي وتقديري لمكانته وسمو أخلاقه. وفي رسالة أفرد لها عامود اليوم وافاني بها الفاكس من الشيخ الأديب خلف أحمد عاشور يقول فيها : صنوف من البشر على هذه الأرض يعيشون يختلف بعضهم عن بعض.. قل أن تجد شخصين يتفقان في طباع أو خصال واحدة.. وكما يختلف واحد عن الآخر تختلف أيضا نظرة المجتمع لفرد ما عن فرد آخر.. قد يكون هناك شبه اجماع حيال إنسان ما، في صفة من الصفات أو في أكثر من صفة من الصفات سواء كانت هذه الصفة تتقبلها طبقة معينة من الناس بكثير من الرضا أو بأقل من ذلك أو بين بين.. هذا ما يلوح في حياة بها نعيش.. حياة فانية.. ويأتي الموت فيغيب فردا.. وتتفق كثير من الرؤى حيال من توارى.. وكأن الموت ينصف الذي رحل فتشع بعض المحاسن عن ذكراه.. وكأن الشاعر المصري أحمد شوقي الراحل شدته هذه الحقيقة فاستهل قصيدته الرثائية في الشاعر المصري الكبير أحمد حافظ بقوله: لقد كنت أوثر أن تقول رثائي ... يا منصف الموتى من الأحياء لست أدري البعض منا لا يتعامل كثيرا مع الظن الحسن، مع أن ديننا الحنيف، وآيات كثيرة من القرآن المجيد وأحاديث نطق بها رسول الهداية والنور صلى الله عليه وسلم، وأخلاقيات ومثل وقيم عاش أجدادنا في معانيها أو أحاطت معانيها بوسطنا وبين ربوع الوطن الحبيب تتألق.. واستلمت الكتاب الذي تكرم فأهداني بنسخة منه سعادة الصديق الأستاذ عبد الله خياط عن الراحل العزيز د. محمد عبده يماني.. وصلتي بالراحل يرحمه الله تكاد أن تكون قليلة جدا إلا في لقاءات نادرة تأتي غالبا عن طريق الصدفة مع أنني أشهد أن الرجل يرحمه الله كان من النوع المجامل إلى حد مثير بالرغم من عدم قدرته على السير.. وتعطي أخلاقياته نوعا جميلا من هذا التواد في وسط هذا المجتمع والمشاركة في أحزان وأفراح.. تلك صفة قد يصعب على أمثاله القيام بها ولكنه كان لا يبالي من جراء ما يتجشم من السير.. اجتمعت به مرة في ينبع على دعوة أقامها له صديق.. كان يتحدث.. وفي شغف يواصل الحديث.. وكأنه كان يحرص على استيعاب الحديث.. والذي كان عن الملك الصالح خالد يرحمه الله وبما كان يذكر به الملك خالد من صلاح وطيبة وأيضا جرأة في رأي كان يبديه أو حتى نقد يخص به أحد الجالسين.. تلك صفات كانت مكان إعجاب الكثير يرحمه الله.. وما كان ينطق به لا يخرج أبدا عن الحق والصدق وقبل أيام استمع شعب هذا البلد إلى الملك العظيم عبد الله يسير على نفس المنوال.. الصدق هذه الكلمة رددها أكثر من مرة.. د. يماني كان يسلك طرقا كثيرة كلها تؤدي إلى الإحسان والعلم والإصلاح. أشكر الصديق الكريم العزيز عبد الله خياط على إهدائه الكريم وأشكر كل من كتب عن الراحل العزيز في الكتاب.. تغشاه الله بالرحمة وأحسن له الجزاء. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة