كما أنت دائما لا تعرف سوى أن تعطي، رحلت عنا وقد تفضلت علينا بوقت قصير نقدم لك ما نستطيع من البر ونصيغه بكل الطرق، فمنا من أطعمك كما وفرت لنا لذيذ الطعام وبعضنا كساك كما ألبستنا أفخر الثياب، ومنا من سقاك سقانا الله شراب الجنة كما دعوت لنا بلسانك الطاهرة، أعطيتنا وكفيتنا وفتحت لنا برحيلك بابا للبر لا يغلق إلا بانقطاع أنفاسنا. لك منا صالح الدعاء لعل الله يتقبل وقلوب ألسنتنا تلهج بالتوسل للعظيم الكريم أن يسكنك فسيح جناته ويجمعنا بك في جنات النعيم، ومن الكلام القليل لعل روحك الطاهرة تحوم حولنا تسمع وترى ما نكتب. شريكة العمر: قضيت عمري معك لم أرك إلا صادقا صريحا أمينا زاهدا في دنيا فيها الزهد شحيح، محبا للخير، حنونا علي وعلى أبنائي وعلى ضعاف الناس، وكما تركتني دائما سأظل حبيبة القلب. لؤي: مازالت كلمة «بارك الله فيك» وأنت على فراش المرض ترن في أذني. قصي: غمرتني الفرحة بالدموع حين علمت أنك تنتظر مرافقتي لك، يارب بلغني رضاك والجنة. غادة: لم أسمع منك سوى أطهر الألقاب وليتهم أسموني حبيبتي كما لم أسمع منك سواها. غدير: رحمك الله وغفر لك كما رحمتني برضاك عني وعطفك علي وانتظارك لي كانتظار الطفل لأمه حتى أطعمك وأسقيك كما ربيتني صغيرة. غزل: أشرت للجميع وهمستها لكنها هزت الأرض من تحتي (هذه البنت أحبها). ومن بناتك اللاتي لم تلدهن عبير زوجة الابن الأكبر (لؤي) وآمنة زوجة الابن الأصغر (قصي) وقد شرفتنا بعبارتك التي كنت ترددها دائما بأننا ابنتاك الرابعة والخامسة، نسأل الله لك الرحمة والمغفرة.