• رزقني الله بالبنين والبنات، ولدي فتاتان تدرسان في المرحلة المتوسطة، والدهما شديد في تعامله معهما، لا يرحمهما من عقاب الضرب واللسان، إذا ضحكت إحداهما في مكالمتها الهاتفية أو طال زمنها، وإذا تأخرتا في العودة إلى المنزل سواء كانتا في مدرستهما أو عند صديقاتهما، فهو يتابعهما متابعة شديدة، ويحاسبهما على تأخرهما حتى وإن كان تأخيرهما لا يزيد على دقائق، وقد انعكس ذلك عليهما، ووصل بهما الأمر إلى درجة اللامبالاة بالعقاب، والسعادة بتأخرهما، وهذا أراه في وجوههما كلما دخلتا المنزل رغم العقاب الذي ينتظرهما، وأصبحت في حيرة من أمري، هل أقف بصف والدهما، أم أتصدى له .. أرجوكم ماذا أفعل؟ أم البنات جدة مساحة الحرية المعطاة من زوجك لبنتيه واضح أنها ضيقة، والسبب أن زوجك لا يثق في ابنتيه، وربما ضعف الثقة يرجع لأسباب بعضها يتعلق بالخبرات والقصص السلبية التي يسمعها من المحيطين به، والبعض الآخر يرجع لتهاون الابنتين في الالتزام بموعد عودتهما للبيت، ويبدو أنك أميل إلى صف الفتاتين منك لصف الأب، ونصيحتي لك أن تكثري من التأكيد على أهمية التزامهما بموعد العودة من المدرسة، ذلك أن بقاءهما في المدرسة ليس شرطا أن يكون دائما بريئا، وليس شرطا إن بدا بريئا أن ينتهي كذلك، فما نسمعه من قصص يشيب لها الولدان كما يقولون، وحين تتحدثين عن الموضوع أمامهما أتمنى أن تنبهي على أن ثقة الأب بالبنت يتوقف على مدى التزامها بما يقوله الأب لها، وحين تجد ابنتاك منك نوعا من النقد لما تسمعانه من تعليمات والدهما، فتأكدي أن مقولة: علقة تفوت والواحد ما يموت ستزداد رسوخا في ذهنيهما، وستزداد المسافة بينهما وبين والدهما اتساعا، وقد تبدآن بالخطأ عاجلا أم آجلا، لذا حاولي أن تكوني مع والدهما صفا واحدا، وأن تعضدي ما يقوله وتدعميه وأن لا تقللي من قيمته، وبالمقابل حاولي أن توضحي لابنتيك أهمية أن تكونا ملتزمين بموعد العودة حتى لا تخسران ثقة والدهما أكثر من ذلك، أما النقطة الأخيرة المتعلقة بمدة المكالمات مع صديقاتهما فتحديدها مطلوب؛ ولكن مع بعض المرونة، بخاصة إن كانت أحاديثهما من النوع الاعتيادي الذي لا يقود إلى سلوكيات مرفوضة أو خطيرة.