قد تسبب بعض المخاوف الخيالية، خاصة في الليل، قلقا حقيقيا لدى الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة، فكثير من الأشياء قد تبدو مفزعة للأطفال بدون داع وأحيانا بمبالغة. ويرى بعض أطباء الأطفال والمتخصصين النفسيين أن تلك المخاوف طبيعية ترتبط بمرحلة عمرية معينة بينما تهابها الأسر وتبحث عن حلول لها، وفي هذا الصدد تحدث ل «عكاظ» عدد من الأمهات عن معاناتهم مع مخاوف الأطفال، تقول أم دانة: ابنتي تبلغ من العمر أربعة أعوام وثمانية أشهر ولديها مخاوف غربية من عملية التبرز حتى تصاب أحيانا بالتشنج في يديها ورجليها من شدة البكاء، وترفض الدخول إلى الحمام بشكل قطعي، وقد تمنع نفسها من التبرز لعدة أيام بسبب تلك المخاوف، وقد اتبعت معها أسلوب الترغيب والتشجيع ولكن دون جدوى. أم مصعب لم يختلف ابنها عن ابنة أم دانة، إذ إنه يواجه مخاوف من دخول دورات المياه، وذلك بعد حادثة تعرض لها عندما أغلق عليه باب دورة المياه ولم نستطع فتحه إلا بواسطة آله «المثقاب» والتي ضاعف صوتها المزعج حالة الرهبة التي يعيشها ابني. أم فارس تعاني مع ابنها عند حلاقة أو تخفيف شعره، حيث يدخل في حالة هسترية عند رؤية المقص، وبمجرد أن يرى صالون الحلاقة يبدأ في البكاء والصراخ، ولا تعلم أم فارس سبب خوف ابنها، حيث إنه لم يتعرض لأي حادثة ترتبط بهذه الأدوات منذ ولادته. وتعرض أم ليان مخاوف ابنتها المتعددة فهي تخاف من الأصوات المرتفعة والقطط والكلاب، وتقول أم ليان «كنت أتوقع أن مخاوف ابنتي ستزول عندما يتقدم بها العمر فإذا بمخاوف ابنتي تزداد فقد أصبحت تخاف من مخالطة الناس». من جهته، أشار طبيب الأطفال في مستشفى سبت العلاية العام محمد عكاش، أن الخوف لدى الأطفال شعور إنساني طبيعي وأن كل الأطفال يشعرون بالخوف في أوقات معينة في حياتهم، مشيرا إلى أنه جزء طبيعي في تطورهم ويجب عدم التركيز على تلك المخاوف والمبالغة في علاجها، خاصة عندما يكون في سن الثالثة وحتى السادسة فهو يمر بمرحلة حرجة في حياته يسميها بعض المربين «أزمة الحضانة»؛ لأن الطفل يكون فيها عنيف الانفعالات، شديد التأثر والحساسية. ونصح عكاش الأسرة بتقديم الحقائق والتوضيح للطفل عندما يتم التعامل معه لمعالجة خطأه وإقناعه بأنه لا توجد خطورة في موقفه، إلى أن يقتنع ويسلك السلوك السوي بدافع نفسه وينبغي على الأسرة عدم مساعدة الطفل على نسيان مخاوفه فهو يدفن المخاوف في النفس، ثم يصبح مصدرا للقلق والاضطراب، ولكن يجب إيضاح الأمور للطفل وإشباع فضوله وطمأنته دون خداعه. وحذر عكاش من استخدام الخوف كوسيلة لتربية الطفل وعدم ربط عنصر الخوف ببعض الأفعال أو التصرفات التي يقوم بها الطفل بهدف إخافة الطفل أو إرهابه لمنعه عن فعل أي نشاط غير مرغوب به. وطالب عكاش أنه في حال استمرت هذه المخاوف عند الأطفال بشكل مبالغ فيفضل أن يلجأ الوالدان إلى الطب النفسي لمعالجة الطفل.