في السابق كانت الأسرة النواة هي الإطار العام لعملية التنشئة ثم يتسع الإطار ليشارك في العملية الأصدقاء والعشيرة وجماعة المسجد والمدرسة والذين كانوا في الغالب تربطهم صلة قرابة.. أما اليوم وإضافة للأسرة يشارك الفضاء في عملية التربية عبر ما يبثه من خلال التلفاز.. ونعلم يقينا بمدى خطورة بعض ما يعرض على الشاشات من مسلسلات فاضحة تدعو للانحلال وبرامج هابطة بلا قيمة إنسانية بل مفرغة من كل القيم الحسنة.. كما تشارك الشبكة العنكبوتية في عملية التنشئة وهي إن لم يتم متابعة مستخدميها من الأبناء والبنات وإذا ما ترك الحبل لهم على الغارب من الحرية فسوف تكون الطامة المؤلمة وتكتوي الأسرة بويلات ما يشاهد فيها من محادثات مباشرة وتعامل مع أناس بثقافات مختلفة قد تعمل لليافعة عقولهم صدمة حضارية ولا يحسن التصرف والتعامل الصحيح تجاهها .. فالانترنت أشبه بالبحر الذي لا قاع له، فكيف يترك الناشئ في البحر المتلاطم بهيجان أمواجه ؟!. وما يصل عبر أجهزة الجوالات الحديثة أدهى وأمر والتي للأسف أصبحنا نراها في أيدي الناشئة بل وحتى الأطفال.. إذن نحن أمام عملية معقدة متنوعة العوامل مختلفة المصادر والمنابع رغم تكاملية العملية.. فالتعامل مع الناشئ كي تحسن تربيته أضحى اليوم كالمشي وسط الألغام.. ويحتاج فيه المربي سواء كان أبا أو أما أو معلما إلى التعامل مع الناشئ بأساليب الوعود ويحذر من استخدام الوعيد والتهديد.. فالترغيب والتشجيع أكثر جدوى من الوعيد، فعاقبة ذلك لا تحمد، لأن استجابته للأمر اتقاء للعقوبة فقط. ياسر أحمد اليوبي