أحداث الربيع العربي تعكس شغف الإنسان العربي بالصراخ لإقناع نفسه أولا بالخروج من دائرة ذلك الصمت الرهيب الذي عانى منه زمنا طويلا!. فالأهازيج والمفردات والعبارات التي تكتب على القطع القماشية تعطي دلالة كبيرة على عمق الألم والفاجعة التي عانى منها طلاب وطالبات الحرية فجاءت لتخرج وتكتب مهما كان ثمن ذلك الحرف الذي كتب بدم أحمر قان ! والملفت للنظر في هذه الثورات إصرارها على الحرية والحرية فقط بعيدا عن ايديولوجية أو طائفية، فالعشق للخلاص والخلاص فقط!، حتى باتت تتردد كلمات مرادفة لنسائم الحرية يتساوى فيها التونسي والمصري والليبي والمعذب السوري التي مازالت قيادته صماء لم تفك شفرة مطالبهم. في داخل كل واحد منهم رغبة بأن يطرد من حياته من كان سببا في ألمه، وكل ما يعكر جمال الحياة، وكل جرح ندي في جنبات الروح مضى عليه ردح طويل من الزمن كان عاجزا عن فتحه وتنظيفه فجاء فهتف مطالبا إياه بالرحيل منجاة لحامل ذلك الجرح ! لاتأتي الرغبة في الصراخ والهتاف بالرحيل دون ألم، فليس أعظم من ألم عبور القنطرة من ضفة وجع إلى ضفة أخرى لست واثقا أنها واحة أمان، ولكنها الرغبة الحاسمة التي استكانت داخلك فاعتقدت أنها ماتت كما ماتت بعض الشعوب العربية لتكتشف أن «البوعزيزي» قد طهر بناره تلك الجروح وأشعل في عروقهم الرغبة مرة أخرى في الحياة. يقول الكاتب سمير اليحياوي عن «سحر مفردات الثورات»: «ليس للكلمات سحر في حد ذاتها، أو سر كامن فيها، يميزها عما سواها من مفردات اللغة. إن سحرها إنما يتأتى لها من قدرتها على اختراق المشاعر، وإلهام النفوس، وإدراك القلوب والعقول سواء بسواء. إنه يتأتى من قابليتها على الفعل المباشر، ومن درجة نفاذها إلى مخيال الفرد والجماعة، فيصبح ترديدها تلقائيا، وشيوعها عفويا»، وبقدر ما للحرية من ثمن وألم، يكون لمفردات الثورات سحرها الذي لا يقاوم. !!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة