الأحداث المؤسفة التي وقعت من قبل بعض المعتمرين المصريين في مطار جدة كان ينبغي أن تعالج بطريقة أكثر حزماً وصرامة حتى لا يظن من فعلها أننا ضعفاء. صحيح أن منهج حكومتنا السياسي يتسم بسياسة الحكمة والهدوء والأدب وعدم التصعيد، ولكن من حقنا كشعب ومثقفين وكتاب أن نعبر عن مشاعرنا. وأتساءل كغيري لو أن هذا الجنون وهذه الأحداث قام بها الأخوان المسافرون المصريون في مطار هيثرو في لندن، هل تصمت الحكومة البريطانية على هذا العبث وإتلاف وتكسير الممتلكات العامة؟. لن تصمت بل تحاكم وتعاقب وتسجن وتمنع دخول المتسبب لبريطانيا، مرة ثانية أو مدى الحياة ويوضع في القائمة السوداء. ولكن الحكمة والتسامح والهدوء من قبل الجهات الحكومية ما كان يجب أن نتعامل بها مع مثل هذه الأحداث التي استغلها الإعلام المصري للإساءة لسمعة بلادنا. فالعفش الزائد الذي كان مع بعض المعتمرين يجب أن يدفعوا ثمن الزيادة كغيرهم من المسافرين. ونحن نعامل أسوأ المعاملات في بعض مطارات العالم ولا نجامل وندفع ثمن زيادة العفش. رفع بعض المعتمرين المصريين صوتهم عالياً ليقولوا نحن ضيوف الرحمن وخدمتنا واجبة عليكم ونقول لهم فعلا إن خدمتكم شرف لنا، ولكن الإكراه في الاستضافة غير مقبول. فلقد سمعت من معتمر مصري كان نائما بجواري في المسجد الحرام غضب عندما طلب منه المراقب أن يصحو وقال له يا حاج صلاة، قال بصوت عال .. « ده حرم ربنا».. صحيح أن الحكومة السعودية تعمل على راحة الحجاج والمعتمرين، ولكن المسجد الحرام والمسجد النبوي ليسا فنادق كما يعتقد البعض من الحجاج والمعتمرين. نحن كسعوديين نسافر إلى كل دول العالم ونحترم أنفسنا ولا نستطيع إثارة أي نوع من الشعب. وهذه بريطانيا عاقبت المشاغبين من مواطنيها ولم تجاملهم أو تطبطب عليهم. أتمنى على كل المسؤولين في الجهات التنفيذية عدم التهاون في الحزم مع كل من يحاول إثارة الشغب في أي مرفق حكومي أو خاص ومعاقبة الفاعل مهما كانت جنسيته فهذا من سيادة بلادنا، مع ضرورة إشراك السفير أو القنصل في التعامل مع الحدث واتخاذ محاضر بما وقع. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. * أديب وكاتب سعودي للتواصل:5366611 البريد: [email protected] الموقع: www.z-kutbi.com