لا توجد طريقة لصناعة مجرم أو قاطع طريق أسهل من شراء شريط اسمه (حرامي السيارات) مكتوب بالعربي على الغلاف والمتوافر في كل محل أو بسطة للألعاب. اللعبة باختصار هي لعبة دور شخص خارج على القانون يعيث بشوارع المدينة، يسرق سيارات، يصدم، يفحط، يخرب، يضارب خليقة الله، يفجر، يخطف، يقتل، ويلعب على الشرطة.. يعني يفعل أي شيء، وكل شيء وهو (آخذ راحته على الآخر). والمأسوف عليه أن هذه الألعاب تشغف الأطفال بشكل خطير، فهم على استعداد تام لقضاء الساعات والساعات كل يوم دون كلل أو ملل فتخيلوا وبحسبة بسيطة لو لعب الطفل خمس ساعات في اليوم فإنه سيلعب 35 ساعة في الأسبوع و150 ساعة في الشهر أي أنه ستة أيام وربع وهو متقمص لدور مجرم! وبالتأكيد لهذا تأثير سلبي على أفكار وعقول أطفالنا. فزيادة على الأضرار الصحية وتأثيرها على الأعصاب ومشاكل النظر وغير ذلك، واسألوا عيادات الأعصاب، نجد أنها تنمي في عقول أطفالنا قيما وعادات سيئة ومفاهيم خاطئة ومنحرفة ستنعكس على مستقبلنا، ومع هذه الألعاب لا نستغرب إطلاقا ظهور بعض الظواهر الغريبة الجرائم والشاذة في واقع الحياة اليومية والتي أجزم أن من أسبابها الرئيسة الأخ (حرامي السيارات) وأفراد عصابته ومن هم على شاكلته. الحل يا جماعة أولا بيد الجهات الرقابية المسؤولة عن دخول وتداول وانتشار هذه الألعاب في الأسواق، والبحث عن ألعاب تنمي الجوانب الجيدة لعقول أطفالنا. وبنفس القدر من المسؤولية على رب كل أسرة الدور الأكبر لمراقبة ما يشاهده أولاده وأن (لا يخلي الدرعا ترعى) وأن يعلموا أن هذه ليست مجرد لعبة، فالأمر أبعد من ذلك وقد تكون ومن غير قصد سبب انحراف طفلك، وستجد فلذة كبدك وفي بيتك وتحت ناظريك حرامي صغيرا (تحت التدريب) وخريج سجون مستقبلا! مثل هذه الألعاب تهدم وبسهولة وفي وقت قصير ما يحاول أن يغرسه المجتمع بصعوبة خلال سنين في أفراده، ونخسر قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا وكل شيء. تكافل الجميع وبحزم في وجه هذه الألعاب هو الحل الوحيد، لنتمسك بما بقي من عاداتنا وقيمنا، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع لأنها مسؤولية الجميع. ثامر سويلم