تعد الأكلات الشعبية والمصنوعة من المواد الطبيعية الخالصة من الضروريات الأساسية لدى بعض الناس، خاصة كبار السن من أهالي محافظة النماص والمراكز التابعة لها، لكنها وجدت الإقبال الكبير حتى من شباب اليوم الذين يعتبرونها من أفضل الأكلات التي يعرفونها ومن تلك الأكلات الشهيرة (المشغوثة) أو العيش التي يتم تقديمها للضيوف ترحيبا بهم. ومقادير أكلة المشغوثة أو العيش كما وصفها أبو يزيد مكونة من الدقيق الناصع البياض والخميرة والملح و(المركب) وهو الذي يوضع الإناء عليه ليصل إلى مرحلة الاستواء، وفوق هذا وذاك يجب أن تتوفر نسوة ماهرات وقادرات على عملية سوط العيش، حيث تعمل إحداهن على صب الدقيق مع الماء والملح وتحريكه بالمسوط حتى يصل الى مرحلة التبخر، لتصب الأخرى الخواضة وهي مكونة من الماء الدافئ والملح واللبن والدقيق في الإناء ثم تحركها مع المقادير الموضوعة مسبقا فيه وتبدأ عملية التحريك باستمرار حتى يصل إلى مرحلة الغليان وهي ما تسمى بالنخط. ويضيف أبو يزيد بعد ذلك تذر إحداهن بذر الدقيق على النخط باليد اليسار مع استمرار تحريك المسوط باليد اليمنى فيبدأ حينها العيش بالثقل وحينها لا بد من استخدام اليدين الاثنتين أثناء عملية التحريك إلى أن تخرج رائحة زكية تسمى شوط العيش وهي دليل على استواء العيش، ويتم سكب العيش بعد ذلك في إناء يسمى الصحفة، وبعد ذلك يتم وضع كمية من شمع العسل على العيش الموجود في الصحفة ويغطى بالسمن وبهذا تصبح المشغوثة جاهزة لتقديمها للضيوف. واعتبر سعد العمري (من سكان بني عمرو) المشغوثة من الأكلات الشعبية التي لا تفارق موائد أهالي الجنوب، خاصة في المناسبات حيث يتم تقديمها للضيوف من باب الكرم والحفاوة قبل العشاء بوقت مناسب، وتمنى سعد استمرار عمل هذه الأكلات الشعبية التي تتميز بالفائدة على من يتناولها لأن مكوناتها طبيعية وخالية من النكهات الكيمائية الضارة التي تعتبر من أساسيات الوجبات السريعة التي تعج بها مطاعمنا وأسواقنا. من جهته، أكد خالد سعد بأن وجبة المشغوثة تعتبر من الوجبات التي لا يتقنها سوى النساء الماهرات وغالبيّتهن من كبار السن، حتى لو كان الرجل ماهرا في اعداد أكلة المشغوثة إلا أن النساء يبدعن في إعدادها وتقديمها بشكل أفضل نظرا لخبرتهن الكبيرة في إعدادها على مر الأعوام، إضافة الى الدقة في إضافة المقادير عليها فذلك من شأنه أن يضفي على المشغوثة طعما رائعا. وأوضح فهد بن عون أنه لا يتناول وجبة المشغوثة إلا عندما يذهب للاصطياف في قريته في بني عمرو نظرا لعدم إقبال سكان المدن عليها كما في القرى في إشارة منه إلى أن الحياة المدنية تقتل الموروث بشكل متدرج.