بات اللاعب الاتحادي محمد نور أحد المطالب المهمة للمنتخب السعودي، الذي يخوض تصفيات التأهل لكأس العالم التي ستقام في البرازيل 2014 ، وباجماع لا يكاد يختل، تتزايد المطالب بعد خلو صفوف المنتخب من صانع العاب بقامة نور، حيث الخبرة والقيادة والقدرة على التوجيه وتحفيز الرفاق على المضي في القتال عن الفريق، فقد ظهر المنتخب السعودي أمام منتخب استراليا مفتقدا لصانع الالعاب الحاذق القادر على تأطير المهاجمين بخطورتهم الكاملة أمام مرمى المنافسين. نور الذي يمثل العلامة الفارقة مع أي مدرب يشرف على تدريبه، لما يمتاز به من مهارة فنية عالية بجانب لياقته المكتنزة دوما، وروحه القتالية والتي تجبر مدربي الخصوم على تجنيد بعض اللاعبين على مراقبته طوال المباراة ومحاولة اخراجه من اللقاء. ويبدو أن مدرب المنتخب (ريكارد) لم يتنبه للخلل الذي خلفه غياب هذا اللاعب، وراح يتخذ موقعه حقلا للتجارب من خلال الزج بمدافع يقوم بمهام تصعب عليه بشكل تام. وخلال السنوات العشر الماضية ظلت نجومية نور مكان حديث الشارع الرياضي، واستطاع بحذاقة أن يحقق (18) بطولة لناديه (الاتحاد) إذ مثل اليد الطولى لتحقيق هذا الرقم الصعب من البطولات في زمن وجيز، وهذا الرقم السر الحقيقي خلف ارتدائه على قميصه مع نادية والذي يستغرب الكثير من محبيه اختياره لهذا الرقم والذي لا يعرفه سوى القليل، وتتزايد بطولات العميد. وبحصول نورعلى لقب أحسن لاعب عربي في عام 2003، زاد وهجه الفني وثقله لأي فريق يلعب له، بل بات الرقم الأول لكل المدربين الذين تقادموا على تدريب الفريق الاتحادي. ومن الطرائف انه وقبل احد المباريات الدولية الودية بين منتخبي السعودية و السويد استغرب مدرب منتخب السويد من عدم تواجد اسم اللاعب محمد نور ضمن قائمة لاعبي المنتخب السعودي و علق قائلا “انه سيواجه منتخبا جبارا” .. إذ انه على اطلاع بموهبة نور وعدم إشراكه في القائمة يدل على إن لاعبي المنتخب يضاهون بل ويفوقونه في لعبهم وأدائهم، وذلك بعد المستويات الكبيرة التي قدمها في ذلك العام، إذ حقق كأس العرب مع المنتخب، بالإضافة إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد مع فريق الاتحاد، كما شارك مع المنتخب في مونديال كأس العالم مرتين الأولى كانت في كوريا واليابان 2002 والثانية في ألمانيا 2006 والتي قدم فيها مستويات كبيرة، وكان نور ابن ال 18 ربيعا عندما عاد الاتحاد لمنصات التتويج التي كانت فاتحة خير و التي كانت غائبة منذ فترة طويلة، وكان أول الثمار هو تحقيق الثلاثية الشهيرة التي كانت عام 1417ه والتي قدم فيها نور مستويات عالية ، أما عام 1419ه فكان من أفضل الأعوام التي مرت على هذا اللاعب بسبب تحقيقه مع الفريق الرباعية الشهيرة والتي حملت في طياتها أول بطولتين خارجيتين للفريق،الأولى كانت البطولة الخليجية والثانية الآسيوية التي كانت من أغلى البطولات التي مرت على تاريخ النادي، إذ استطاع محمد نور في نهائي تلك البطولة أن يقلب موازين الخسارة إلى فوز بسبب هدفه الذي أحرزه في الدقائق الأخيرة من المباراة والتي أهلت الاتحاد للحصول على ذلك الكأس التي تمناها الاتحاديون كثيراً، بالإضافة إلى تحقيقه ذلك العام كأس الدوري أمام شقيقه الأهلي والتي لقبت تلك المباراة بلقاء القرن، أما عام 2004 فقد حقق مع ناديه الاتحاد البطولة الآسيوية للمرة الثانية على التوالي التي كانت في غاية الصعوبة، بسبب خسارة الاتحاد في جدة أمام سيونجنام الكوري الجنوبي 3/1 وكان يتوجب على الاتحاد لكي يحصل على الكأس تسجيل 4 أهداف في كوريا والتي اعتبرها الكثيرون في غاية الصعوبة لتحقيق الكأس إلا أن نور وعد انصار ناديه العودة بالكأس، وهذا ما حصل فعلاً عندما تمكن نور من إحراز هدفين في ذلك اللقاء الذي انتهى بفوز اتحادي صريح 5/0 لينتزع اللقب بجدارة، وفي عام 2005م استطاع نور مع فريقه الاتحاد تحقيق أول بطولة عربية لنادي الاتحاد في تاريخه أمام الصفاقسي التونسي والتي تمكن فيها اللاعب من إحراز هدفي اللقاء الذي انتهى بفوز الاتحاد 2/1 وفي نفس العام حقق للمرة الثالثة البطولة الآسيوية والتي كانت هذه المرة بطعم آخر بسبب أن الفائز بهذه البطولة يمكنه من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية والتي لعب فيها الاتحاد بصفته بطل آسيا وقدم فيها الفريق مستويات كبيرة بفضل هذا الفتي الأسمر الذي استطاع أن يؤهل الفريق إلى دور الأربعة بفضل هدفه الذي سجله في مرمى الأهلي المصري. وجاءت مباراة الفريق الثانية في هذه البطولة أمام ساوبالو البرازيلي واستطاع نور إحراز أحد أهداف اللقاء، إلا أن الفريق خسر المباراة 3/2 وخرج من تلك البطولة التي قدم فيها نور أفضل عروضه الكروية التي أهلته للحصول على أفضل 10 لاعبين في البطولة، ويعتبر من أفضل لاعبي كرة القدم العرب في الوقت الحالي . محمد نور من مواليد 26 فبراير 1978, يبلغ طوله 186 سم ويملك 22 هدفا دوليا حتى ديسمبر 2006، لاعب وسط مهاجم في المنتخب السعودي لكرة القدم و قائد فريق نادي الاتحاد السعودي ، يلعب للاتحاد منذ 1998م. يجيد اللعب كوسط مهاجم وصانع أهداف بالإضافة إلى امتلاكه لحس تهدفي ما يجعله ينافس المهاجمين في إحراز الأهداف.