اندلعت معارك عنيفة بين الثوار الليبيين والقوات الموالية لمعمر القذافي في شوارع مدينة بني وليد ومحيط سرت البارحة، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي كان منحها المجلس الوطني الانتقالي لفلول النظام المنهار للاستسلام، بينما يخيم الغموض على المكان الذي يختبئ فيه القذافي. وقال أحمد الترهوني (أحد القادة الميدانيين للثوار الليبيين) إن كتائب القذافي المتحصنة في بني وليد فرضت عليهم دخول المعركة قبل انتهاء المدة المحددة لاستسلامها والدخول سلميا إليها. وأضاف أن الثوار المتمركزين على مشارف المدينة المحاصرة من ثلاثة محاور اضطروا للرد على هجوم شنته كتائب القذافي بصواريخ جراد وتمكنوا من التقدم عدة كيلومترات، واقتربوا من السيطرة على منطقة ميقراوة التي لا تبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن وسط بني وليد، بعد أن سيطروا بالكامل على منطقة وادي دينار. ومن جهته، قال عبد الله كنشيل (المسؤول الكبير في المجلس الوطني الانتقالي) إن خلايا نائمة من الثوار داخل مدينة بني وليد تحركت، وتدور حاليا اشتباكات عنيفة بينها وبين عناصر مسلحة موالية للقذافي في شوارع المدينة. ولا يعرف مكان اختباء القذافي منذ سقوط طرابلس في 23 أغسطس (آب) الماضي، لكن مصادر أمنية في النيجر ذكرت أن أربعة من كبار رجال القذافي من بينهم قائد قواته الجوية ولواء مسؤول عن قواته في الجنوب، كانوا ضمن مجموعة جديدة فرت إلى النيجر المجاورة في الجنوب. من جهة ثانية أعلن البوليس الدولي «الإنتربول» أمس أنه أصدر «مذكرات حمراء» لمطالبة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للشرطة ال188 باعتقال العقيد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام وصهره عبد الله السنوسي الصادرة بحقهم مذكرات توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية.