احتدمت المعارك بين الثوار الليبيين وكتائب العقيد معمر القذافي على مشارف مدينة بني وليد بعد انتهاء المهلة التي حددها الثوار لتسلم المدينة سلميا. وفي نفس الوقت يتأهب الثوار لدخول سرت مع انتهاء المهلة المحددة لاستسلامها. في الأثناء أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) تنفيذ طائراته مهام جوية فوق بني وليد. وقال مصدر مطلع إن الثوار يتوافدون على محيط المدينة، وإن القتال لم يتوقف طوال اليوم. وأوضح المصدر أن الثوار سيطروا على بعض المعسكرات وأبطلوا مفعول بعض صواريخ غراد، مشيرا إلى سقوط قتيلين من بين الثوار وجرح 15 آخرين، وذلك قبل أن يتراجعوا إلى وادي دينار امتثالا لأوامر يعتقدون أنها جاءت في إطار التنسيق مع الناتو. وقال القائد العسكري للثوار في المنطقة الجنوبية محمد بشير إن الثوار يتقدمون على مشارف المدينة الجنوبية، وإنهم وصلوا إلى نقاط متقدمة في محيطها. وأشار إلى أن الخطة لم تكن تهدف أصلاً إلى التوغل في المدينة والاستيلاء عليها الآن. وأضاف بشير أن الثوار في الجبهة الشمالية متقدمون مسافة كيلومتر في العمق الداخلي لبني وليد. وأشار إلى أن لكل من الجبهتين إستراتيجيتها الخاصة، وأنه يجري التنسيق العسكري اللازم في إدارة العمليات العسكرية في الجبهتيْن. وأفاد مسؤول المفاوضات عن الثوار عبدالله كنشيل في وقت سابق للصحفيين في مركز على بعد حوالي 20 كلم من بني وليد، بأن خلايا نائمة من الثوار تحركت داخل بني وليد، واشتبكت مع عناصر مسلحة موالية للقذافي في شوارع المدينة. وأوضح كنشيل أن ما يجري ليس هجوما شاملا، بل محاولة للقضاء على القناصة والمواقع التي تنطلق منها الصواريخ. وبدأت هذه الاشتباكات قبل وقت قصير من انتهاء المهلة التي حددها المجلس الوطني الانتقالي لاستسلام بني وليد التي تعتبر ممرا إستراتيجيا نحو معاقل القذافي المتبقية الأخرى، ونحو الجنوب بشكل عام.