انتشرت ظاهرة اجتماعية تخص الشباب بشكل كبير، فالشباب لا يعرفون أو بالأحرى لا يعلمون بأن أصل المنتج هو للعمل أو لتسهيل المهمات، فالبلاك بيري بالنسبة إليهم هي أداة استقلال لهم، وفيها تحرر من المكالمات الصوتية ساعد الشباب على التحدث مع أكثر من شخص واحد في الوقت نفسه بعدم مبالاة. إن أكثر من يمسكون البلاك بيري هم المراهقون، فأصبحوا يعرضون أرواحهم وأرواح غيرهم للخطر حين يستخدمون الجهاز وقت قيادة السيارة. أحد الشباب ويدعى (حسان) يقول البلاك بيري سيطر على عقول الشباب، فأصبح لا يستطيع الاستغناء عنه ولو دقيقة، ويوافقه الرأي محمد جابر الذي أضاف أن الجيل أصبح يعشق كل ماهو مسلٍ أو يسهم في الأقضاء على وقت الفراغ، لذا أصبح الشباب يستخدمون البلاك بيري بكثرة مفرطة، فيما يشير العم (عثمان) أن جهاز البلاك بيري يسبب الكثير من الحوادث المرورية ولاسيما من الشباب المراهقين الذي أصبح لا يبعد عيناه عن شاشة جواله، مشيرا إلى أن بعض المراهقين اصطدم به وهو واقف عند إحدى الأسواق، وبعد معرفة سبب الارتطام إنه كان مشغولا بهاتفه النقال (البلاك بيري) وأشار عدد من الشبان ل«عكاظ»، أن هناك طريقتين داخل أوساط الشباب السعوديين لاستخدام جهاز البلاك بيري، الأولى تؤيد أن البلاك بيري هو فعلا جهاز لا تستطيع الاستغناء عنه بسبب الخدمات التي يوفرها، أما الثانية فهي إن البلاك بيري هو جهاز تسلية فقط للدردشة بين الأصدقاء والتعرف على أناس جدد من خلاله. و غالبا ما يتبناها رجال الأعمال أو الموظفون والكبار في السن، بحيث إن البلاك بيري حقق أكبر شعبية بين المستخدمين من رجال الأعمال في بدايات ظهوره، وحقق شعبية واسعة لدى الشباب السعوديين لقدرته على إرسال واستقبال البريد الإلكتروني أينما كان الشاب أو الفتاة، ما دام كان في الإمكان التوصل إلى شبكة اتصال لاسلكية من بعض شركات الهاتف الخلوي. وحصل البلاك بيري أو البيبي كما يدعوه البعض على حب الجميع كبيرا وصغيرا، وفي جميع أنحاء العالم، إلى أن أصبح إدمانا، وفي متناول يد الجميع صغارا كانوا أم كبارا وبالأخص الخليجيين الذين يمشون متخبطين وكأنه إذا تركه للحظة سيخسر صفقة او سيموت حتى وصل بهم الأمر يستخدمونه في دورات المياة وفي الأسواق وفي المدارس والجامعات. ومن جهتها أوضحت سميرة القرني أخصائية اجتماعية، أن جهاز البلاك بيري حقق شعبية كبيرة، وخاصة بين شريحة الشباب والشابات، ويعتبر الجهاز سلاحا ذو حدين نستطيع الانتفاع به وبنفس الوقت قد يضرنا؛ ولكن أضراره أكثر من منافعه. فيما أكد المتحدث الرسمي لمرور العاصمة المقدسة الرائد فوزي الأنصاري، أن معظم الحوادث المرورية يكون سببها الأول هو انشغال سائق المركبة بهاتفه النقال ولا سيما شريحة الشباب، ولذلك يتم تطبيق فرض المخالفات على من يتحدث بالهاتف النقال أثناء القيادة وذلك لتفادي وقوع الحوادث المرورية.