دفع حب التفاخر بين الشباب بنوعية وشكل جهاز الجوال إلى تهافت منقطع النظير بين الفئات العمرية الصغيرة على اقتناء أجهزة (البلاك بيري) على الرغم من أن الشركة المصنعة له لا تنشر إعلانات ترويجية لهذا النوع من الهواتف، حيث تغيرت المعادلة بصورة سريعة لحساب هاتف واحد أضحى الأكثر شعبية بين الشباب الخليجي، وتم استغناء الغالبية عن الأنواع الأخرى من الجوالات رغم حداثتها؛ وهو ما دفع شركات الاتصال في السعودية إلى تقديم العروض والمشاريع التقدمية لمستخدمي هذا النوع من الأجهزة، وأشارت إحصائية كشف عنها أخيرا إلى أن ما يزيد على 80 في المئة من المراهقين في الرياضوجدة والدمام يملكون أو ينوون اقتناء (بلاك بيري) في أقرب فرصة. ويجمع كثير من الشباب على أن (البلاك بيري) أفضل وسيلة للاستمتاع بالوقت؛ حيث يتيح الجهاز الوظائف المعروفة للجوال كالرسائل القصيرة والوسائط والمكالمات الصوتية، إضافة إلى إمكانية استقبال وإرسال البريد الإلكتروني واستخدام البلوتوث والماسنجر وتصفح الإنترنت والمراسلة الفورية بين الأجهزة والاتصال اللاسلكي بجانب إمكانية استخدامه في السفر والتجوال دون الحاجة إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص، إضافة إلى أنه منظّم جيد للمواعيد والبيانات، ويسهم في التحكم في جميع المعلومات والاتصالات باستخدام جهاز واحد متكامل. عالم خاص وفي جولة ميدانية ل”شمس” مع بعض مستخدمي البلاك بيري، تقول ضحى العمري طالبة بالمرحلة الثانوية: “حصلت على جهاز من والدي الذي أهداني إياه بعد نحاجي في المرحلة المتوسطة، ومنذ ذلك الحين أصبحت أعتبر هذا الجهاز عالمي الخاص؛ حيث يربطني بجميع صديقاتي؛ فنحن دائمات التواصل عبر جهاز البلاك بيري”. متعة حقيقية أما جمانة العبدالله فتشير إلى أنها استغنت عن جهاز اللاب توب بعد أن كانت مدمنة له، وتقول: “استطعت إقناع والدتي بشراء البلاك بيري لأكون مثل قريناتي لا ينقصني شيء، ووجدت فيه متعتي الحقيقية حيث إن (البلاك) مكنني من التواصل مع صديقات في كل أنحاء السعودية دون أدنى تكلفة مالية”. محاولة انتحار وذكرت أمل كحلوت طالبة بالمرحلة المتوسطة أنها متعلقة جدا بجهازها، وحدث ذات يوم أن حاول أخوها معاقبتها بأخذ الجهاز منها، وقالت إنها شعرت حينها بأن الحياة لا طعم لها بعد أن فقدت تواصلها بعالمها، وتضيف: “لذلك قررت التخلص من حياتي، وبالفعل أقدمت على محاولة الانتحار، لكن أسرتي ردّت جهازي إلي”. في حين ترى نهاد عبدالعزيز (طالبة جامعية) أن من لا يمتلك جهاز البلاك بيري متأخر حضاريا ويعيش في كوكب آخر. إدمان حقيقي وفي مقابل انبهار الشباب بالجهاز الجديد، تسود حالة انزعاج بين الاستشاريين النفسيين وعلماء الاجتماع من خطر استخدام نحو 80 في المئة من الشباب صغار السن في جدةوالرياض والدمام وأبها الجهاز الجديد، مبررين انزعاجهم بما يترتب عليه من أضرار اجتماعية وسلوكية ونفسية، وإمكانية تحول الإفراط في استخدامه إلى إدمان أشد من إدمان الأجهزة ذات الألعاب الإلكترونية بعدما أصبح الجهاز الجديد الوسيلة الأولى للتحصيل العلمي والفكري وحلقة الوصل الدائمة مع الخارج. إقبال متزايد وأشار محمد علي (مندوب توزيع للأجهزة المحمولة) إلى انخفاض الطلب على الأجهزة المحمولة بشكل لافت؛ حيث كان التوزيع على أحدث الأجهزة من جميع الشركات، وكانت أجهزة (نوكيا) مثلا تسيطر على السوق في التوزيع، تليها الشركات الأخرى، ولكن مع ظهور البلاك بيري انخفضت مبيعات الشركات الأخرى إلى أكثر من النصف؛ حتى إنه لم يعد هناك بحث من العملاء حول جديد الشركات المصنعة للأجهزة كما كان سابقا. وعن أكثر الفئات المستخدمة قال: “الأمر أصبح مشتركا؛ فتارة يكون الطلب عليه من رجال أعمال، وتارة أخرى من طلاب المدارس والجامعات”.