عوض، اسمه في المشهد الكوميدي في اليمن، بينما يظل اسمه الذي تحمله شهادة ميلاده صلاح الوافي، كوميدي يمني وواحد من قافلة الكوميديا والفن والإعلام الجديد في اليمن، يكتسب في كل يوم مساحات جديدة من اهتمام وحب الناس، ومن الطبيعي أنه بعد كل عمل جديد يزداد البريق لديه ويزداد في المقابل حجم الطموح الذي يسكنه ويزداد الركض في مساحات الفن والحب والحياة؛ بغية الحصول على أصابع كثيرة تشير إليه وهو يتعامل معها على المسارح أو وهو يسير في شوارع الخلو والازدحام، في اليمن وغيرها. وموهبة صلاح الوافي وجدت من يمد إليها يد العون والدعم مبكرا من كثيرين، ومنهم على وجه الخصوص المخرج ونجم الكوميديا فهد القرني، وهو اليمني الوحيد من الوسط الفني الذي درس السينما في مصر كذلك من المخرج إبراهيم الأبيض والدكتور فضل العلفي، صلاح الوافي زارنا في «عكاظ» مع صديق الإعلامي اليمني زايد سلطان. كما أنه قام بأداء الكثير من الإعلانات التجارية كنجم محبوب وقريب من الشارع، لنسأله بداية بعد أن بدا تأثيره كممثل كبير على المشاهد اليمني في المملكة خلال دورة رمضان المبارك الأخيرة في برنامجه، مسلسله لا فرق (همي همك) فقال: هذا الذي التقى به المشاهدون هو الجزء الثاني من المسلسل بعد أن كنا وفقنا في الجزء الأول منه في رمضان قبل الماضي، لكن الضرورة اقتضت أن يكون هناك جزء ثانٍ منه لكثير من الأسباب يأتي من أهمها تلبية طلب مشاهدك الذي أبدى إعجابه في الجزء الأول. • كيف يتم قياس هذه الرغبة من المشاهدين؟ ولا أبسط من ذلك، اذ إن ردة فعل المشاهد الذي يلتقيك في كل مكان واتصالات المعجبين بك في كل مكان وأوان، يدعوك إلى التفكير دوما في محاولات إرضائه ثم إن العمل كان يحتاج المواصلة، رغم أن البعض يعتقد أن العمل طالما أنه كتب بسياق واحد كمسلسل وليس عملا متصلا منفصلا، إنه لا يمكن المواصلة لأن القصة تكون قد انتهت، إلا أن الأمر لا يحسب هكذا إذا كان العمل نقديا والمشكلة التي تناقشها ما زالت قائمة، فالتعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها ممكن بكل الأحوال إذا كان هناك وجود ملموس في الحياة العامة. • ما الخط الرئيس في مسلسلك (همي همك)، ولماذا تعتقد أنه نال كل هذا النجاح؟ ألعب فيه دور عوض (وهو ابن شيخ) وهو الشخصية التي تناقش قضايا عديدة أهمها قضايا الفساد الإداري في اليمن من خلال هذه الشخصية، والشيخ هنا يرمز إليه ب(الشيخ طفاح) وهو شخصية مستبدة مقصود بها كل شيخ مستبد لا يطبق النظام في مشيخته وليس شيخا بعينه. • لماذا التوضيح هنا إلى هذه الدرجة؟ لإنه دار في اليمن الكثير من الجدل حول هذه النقطة، وقصد منها أننا نعني شخصا بعينه في منطقة تهامة اليمن، لأننا قدمنا العمل بلهجة تهامية، لاعتقاد البعض أنه معني بالعمل وأننا نسخر منه، أحببت أن أوضح أكثر لعدم عيش الصداع مجددا حول هذه النقطة في وسائل الإعلام. واختيارنا للهجة التهامية في (همي همك) الرمزية على كل شيخ قبيلة للتعريف بإحدى لهجاتنا اليمنية وليس السخرية المناطقية كما فسرها البعض، وشخصيا استمتعت مع اللهجة أثناء العمل رغم صعوبتها علي، علما بأنني رفضت في البدء القيام بهذا الدور مرتين قبل الاقتناع به. • ما أسباب الاعتذار في البدء؟ ربما كان لصعوبة اللهجة إلى جانب الجرأة فيه من اغتصاب وقتل، لكن الحمدلله كان ذلك بدون خدش الحياء. • تفاصيل أكثر لو سمحت، لنستدل على عوامل النجاح؟ في التفاصيل الرئيسة لشخصية عوض أنني آتي بعد دراسة غير موفقة في الخارج بشهادة مزورة، أجني بها ثمار مشاكل الوالد الشيخ؛ ومن هذه المشكلات التي يقوم بها الابن مواصلة لقضايا والده الشيخ مثل القتل والخطف، وهنا أقول للذين اعتقدوا أنني أسخر منهم أن السخرية كانت من أولئك الشيوخ المستبدين الذين تسلطوا عليهم وعلى أراضيهم وسلبوا حرياتهم وأملاكهم، ولقد أوضحت ذلك من خلال حوار معي في قناة «العربية» عندما استضافتني. • ماذا عن زيارتك الحالية للمملكة؟ كنت في الأيام التي سبقت عيد الفطر وهي المباركات من رمضان في أداء العمرة والزيارة، وقضيت أيام العيد الأولى في جدة للالتقاء بالزملاء في الأوساط الإعلامية والفنية، كما أستعد للممكن من الأعمال المشتركة مع بعضهم للعمل الفني بين المملكة واليمن، مواصلة لما سبق أن قدمناه معا من أعمال مشتركة مع عدد منهم مثل خالد الرفاعي مع أمنيات بأن ندخل خطوات عمل مشتركة مع نجمي المملكة الأبرز ناصر القصبي وعبدالله السدحان اللذين أتابعهما في طاش ما طاش بشكل كبير، ويعجبني خطهما الكوميدي في مناقشة القضايا، فقد كنت أراهما أمامي وأنا أقوم ببطولة مسلسلي (كيني ميني) في رمضان قبل الماضي، الذي زاحمت به طاش ما طاش الذي يتابعه المشاهد اليمني بشكل كبير وتلهف وهذا الجزء، تحديدا ناقشنا به فساد الكثير من تصرفات المشايخ وشخصيات عامة في اليمن آنذاك. • حدثنا عن كيني ميني، وعن بداياتك الفنية، من رعاها؟ هو عمل فني شارك في إخراجه كثيرون منهم فضل العلفي، وهو من إنتاج قناة السعيدة وهنا يهمني أن أشكر مديرها الدكتور حامد الشميري ومديرها التنفيذي مختار القدسي، وهذه القناة ساعدت كثيرا في إظهار الدراما اليمنية بشكل أكثر وضوحا. وفي بداياتي وجدت الدعم مسرحيا من أساتذتي المخرجين في المسرح منهم محمد حسان الحميري ومنصور العواضي. • هل من تعاون مباشر مع زملاء أو جهات ثقافية أو إعلامية سعودية؟ نعم، لقد قمت بزيارة فرع جمعية الثقافة والفنون في جيزان، كما أني التقيت بممثلين سعوديين سبق أن شاهدت أعمالهم اللافتة مثل عبدالله العامر الذي نجح كثيرا في مسلسله (الهوامير) مع أحمد الصالح وميساء مغربي، كذلك الممثل عبدالله عسيري ومحمد بكر، كما أنني أود أن يجمعني عمل فني مع الفنان حسن عسيري كإنتاج مشترك. • حدثنا عنك كممثل في البدايات؟ بدأت في المسرح المدرسي ثم انضممت إلى فرقة مسرح المجد التي رأستها في ما بعد، كما أنني شاركت في مسرح الشارع في أعمال عديدة منها مسرحية توعوية.