نحتاج إلى خيال ذي ذهن صافٍ يجعلنا نتعايش مع أيام طه البشير وتعامله مع أصحابه ومع رسالته، نحتاج إلى التمعن أكثر في محبته عن طريق قراءة سيرته، نحتاج إلى القراءة فنحن أمة اقرأ، والأكثر من ذلك أنها أول كلمة ألقاها الوحي على سيدنا المصطفى، نحتاج أن نعرف من هو ذلك المضحي بحياته في سبيل أمته.. الذي حارب ودافع وقاتل حتى يكون القرآن العظيم بين أيدينا وكلامه النير واضحا ومسهلا لأمور معيشتنا، والأكثر من ذلك أنه صالح ومتماشٍ مع كل الأزمنة؛ حتى لا نضيع من بعد مماته ولا نضل من خلفه وحتى يتشرف بأمته يوم البعث. فأي إنسانية هذه التي تفعل وتعمل لزمان غيرها، فيأتي هذا الزمان لأناس لا تفعل ولا تعمل! كل ما في الأمر أننا نحتاج إلى تفتيح المجال لتخصيب الخيال. ولأن التجارب المستقبلية غير المتوقعة، فلا يمكن أن نتخيلها أو تخيل ما هو آت إلا بواقع محسوس كتجربة الموت مثلا، لم نجربه بعد، لذلك هو بعيد عن خيالنا؛ إذ إن العقل أفتقد الإحساس بالواقعية. فتفكيرنا أن الموت سيأتينا بمقدمات مرضية أو في سن متأخر ليس إلا، لتعود مسامعنا والأحداث الجارية حولنا. فكل ما في الأمر أننا نحتاج إلى تغذية خيالنا في بعض الأمور حتى ينهض العقل ويستفيق القلب من عزلته ويصحو خيالنا حتى تصحو حواسنا وندرك ماهو حولنا حتى لا نكون مجرد عالة على الأرض. سحر عدنان المختار مكة المكرمة