لأننا - الا من رحم ربي -لا نقرأ عنه كثيرا فاننا نبقى مقصرين في حقه صلى الله عليه وسلم وعندما نستمع الى قصصه وحياته فلا يتحرك فينا سوى خيالنا وما كان في تلك الأيام ثم نتفوه بالقليل عن زمنه وأيام معيشته,البعض يعرف عن من يحبهم اكثر مما يعرفه عنه صلى الله عليه وسلم ويعرف عن المغنيّن والمشاهير أكثر منه. فلو سألنا احدهم هل تعرف في أي عام توفّي رسولنا الأمين,لتحجّر فوه و(...)عفواً !جزء من النص مفقود ... ولكن ان سألته في أي عام توفي مايكل جاكسون حتماً فسيكون شيئا من البديهيات.ليس القصد هنا المقارنة(حاشاه) ولكن هذا لسان الحال والله المستعان. البعض لا يعرف سوى اسمه الذي فُطرنا عليه,لا يستدرك تضحياته وعن مدى معاناته التي توجّع منها لاكتمال مسيرة رسالته الإلهية بأجمل صورة وعلى أيسر وأوضح وجه « بحيث تكون اكبر هموم الواحد من هؤلاء ماذا سألبس غداً وكيف استخدم هاتفي المحمول ذا آخر إصدار! حتى أصبحت مقولة بأبي وأمي يا رسول الله عندهم قولاً... ليس فعلاً يُصَاغ لاتخاذه حجّه امام المواجهة وللجاه فقط... نحتاج إلى خيال ذي ذهن صاف يجعلنا نتعايش مع أيام طه البشير وتعامله مع أصحابه ومع رسالته, نحتاج إلى التمعّن أكثر في محبته عن طريق قراءة سيرته(نحتاج إلى القراءة فنحن أمة اقرأ,والأكثر من ذلك أنها أول كلمة ألقاها الوحي على سيدنا المصطفى )نحتاج أن نعرف من هو ذلك المضحّي بحياته في سبيل أمته ... الذي حارب ودافع و قاتل حتى يكون القرآن العظيم بين أيدينا وكلامه النيّر واضح ومسهّل لأمور معيشتنا والأكثر من ذلك انه صالح ومتماش مع كل الأزمنة ... حتى لا نضيع من بعد مماته ولا نضلّ من خلفه وحتى يتشرّف بأمته يوم البعث فأي إنسانية هذه التي تفعل وتعمل لزمان غيرها,فيأتي هذا الزمان لأناس لا تفعل ولا تعمل !!! كل مافي الأمر أننا نحتاج الى تفتيح المجال لتخصيب الخيال ولأن التجارب المستقبلية غير المتوقعة، فلا يمكن ان نتخيّلها او تخيل ما هو آت الا بواقع محسوس كتجربة الموت مثلا لم نجربه بعد ، لذلك هو بعيد عن خيالنا اذ ان العقل افتقد الإحساس بالواقعية, فتفكيرنا أن الموت سيأتينا بمقدمات مَرَضيّة أو في سن متأخر ليس الا،لتعوّد مسامعنا والأحداث الجارية حولنا، فكل مافي الأمر اننا نحتاج إلى تغذية خيالنا في بعض الأمور حتى ينهض العقل ويستفيق القلب من عزلته ويصحو خيالنا حتى تصحو حواسنا وندرك ماهو حولنا حتى لا نكون مجرد علّة على الأرض حيث التجربة تكسبك الخبرة التي تعطي إشارة الى العقل فيبدأ بالقياس عليها ما هو مشابه او يكون على استعداد للجديد , المضحك هنا أنني لا اطلب ان نخوض تجارب انتحارية متهورة حتى نستعد للموت ، القراءة والتأمل يعيدان تجميع وتشكيل أفكارك لتستجمع قوى خيالك فانظر الى ماذا توّصل سيد ونبي ورسول الأمة وكان سببه التأمل ! نحن لا نفكر في الموت أو مابعد الموت من حياة برزخية وما بعد البعث والحساب , حتى الجنة والنار ... لذلك تفكيرنا المحدود يقودنا إلى التشبث بالواقع الروتيني العقيم الذي ينسّينا ما خلقنا لأجله. سحر عدنان المختار – مكة المكرمة