حتى لا تجف ينا بيع ا لجما ل في محيطنا، وحتى لا تخمد جذوة المشاعر في قلوبنا، نحتاج إلى ذوي العواطف الجياشة، والموسيقى المترقرقة، والكلمات الساحرة، نحتاج إلى صناع الأدب الإبداعي لاسيما الشعراء. فنحن ﺃحوج ما نكون إلى من يستجيش ما في ضمائرنا من لواعج الحﺐ، وخوالج الغرام، ويبعث معاني الإنسانية التي كادت تُغتال على عتبات عصر المادة الذي نعيش، وإلى من يُلبسُ ما تلتقطه حواسنا من حولنا حلة البهاء، فنرى ونسمع ونستشعر كل جميل. وهذه الرسالة السامية لا تتأتى لكل راغﺐ فيها من ﺃهل الأدب، فلكل وجهة هو موليها، وما نيل المطالﺐ بالتمني، فللعواطف سائسها، وللكلمة فارسها، وللحﺐ رُبانه، وللقلﺐ سلطانه. والشاعر متى ما كان له القدح المعلى في الشعر، وﺃعطى موهبته بعضه، وزاد على ذلك بتجربة ذاتية عايشها، وجدناه من ﺃرق الناس قلبا، وﺃجملهم حسا، وﺃشرفهم شعورا، وﺃصدقهم شعرا.