حين تطول اليد مال اليتيم ولاتجد من يردعها تتمادى تلك اليد في العبث بأموال اليتيم وتنفقها أو تمحقها من غير مساءلة. وما يحدث للتراث الغنائي العربي هو امتداد يد غير مسؤولة لم تجد من يردع عبثها بهذا الموروث، ولأن الساحة الغنائية فقيرة على مستوى اللحن والنص والصوت (المؤدي) نلحظ أن الكثيرين من معدومي الموهبة أو أنصاف وأرباع المواهب تسطو على التراث الغنائي وتعيث فيه فسادا لتقيم اعوجاجها الفني الذي لم يكن يؤهل ظهورها في زمن صرامة إجازة صوت المطرب، أما والواجهة مفتوحة على البحري فالكل نزل يسبح وهو لايجيد السباحة فغرق الفن وتدنت الذائقة. والأمثلة على هذا التشويه تعددت وتنوعت حتى أصبح الكل يعمد إلى أغنية تراثية أو ذات حضور فني أصيل أو أغنية اختلطت بوجدان الناس فيعيد أداءها بصورة مخلة تماما ومفرغة اللحن الأساس من روحه. تعالوا نأخذ المؤدية أحلام حين أدت أغنية عراقية تراثية (لا ني مجنونة ولا عقلي خفيف) فالأغنية ذات شجن عال وحين أدتها أحلام أخرجتها من شجنها ورقيها إلى الإيقاع الراقص وكانها تؤدي أغنية في حفل نسائي تستهدف هز القدود ولا يعنيها الإبقاء على روح الأغنية. وطبيعي أن لاتهتم بإبقاء هذه الروح كونها مؤدية حفلات راقصة فهي تستهدف الرقص ولاتستهدف روح الفن. ولم يسلم المطرب رابح صقر من هذا الاستخفاف بأصل اللحن حين غنى أغنية الفنان إبراهيم حبيب ذات العراقة والأداء الرصين (جزاه الليل ليه عدا ولا سلم* خطر يمشي وسيفه على العرب مسلول).. وهذا الأمر يتكرر مع عشرات الأغاني الطربية الأصيلة المغروسة في وجدان الناس كحالة طربية لاتقبلها الأذن بإيقاع حركي كإدخال الدوسري أو الخبيتي على اللحن الأساس وتحويل الضرب على (الطار) كأساس لبنية الجملة الموسيقية وهذا مايحدث الآن ويؤدي هذا التدخل إلى تغيب كل ماله علاقة باللحن الأصلي ولكن من يمسك يد من يحلق رؤوس اليتامى.. من؟ ومن مشاكل العبث بالتراث الغنائي إعادة التوزيع الموسيقي للحن فيأتي التوزيع ماسحا للحن الأساس متخففا من الاحتفاظ بروحه الأصلية وهذه النقطة تحديدا حفزت الملحنين (الشبيحة) على (لطش) الألحان أو نسبتها إليهم كون اللحن الأساس تم تدميره، وللأسف ليس هناك من يحمي هذا التراث الغنائي العربي، وفي ظل هذه الحسرة لايمكن المطالبة بالضرب بيد من حديد على العابثين بأنظمة الذائقة الغناية التراثية ولايمكن أيضا مطالبة الموسيقيين العرب بالتكتل وإيجاد جمعية فنية لحماية تراثنا العربي الغنائي ولأنها ساحة مفتوحة الكل يمد يده ويعبث كيف شاء نجد أننا نخسر يوميا لحنا عظيما وأغنية رائعة بسبب هؤلاء (الشبيحة) الذين يحملون أكفهم وهات يضرب على (الطيران) بحثا عن الرقص! أما الرقص فهذه نقطة أخرى تفتت الكبد فمع هذا العبث اللحني ظهر رقص مصاحب له من قبل رجال يتراقصون كالإناث الغانيات وهو الفعل المزري بحق. المسألة تدخلنا في تقرير وإجازة العبث للأسف الشديد.! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة