بدأت بعض الأسر في زيارة المسجد الحرام لتمكين أطفالهم من أداء العمرة بعد انقضاء شهر رمضان الكريم وما صاحبه من زحام تتمكن معه أغلبية الأسر أطفالها من أداء العمرة؛ خوفا عليهم من الزحام الشديد. أم عبدالله تقول «إن رغبة أبنائي وإلحاحهم المستمر دعانا إلى أخذهم معنا لأداء العمره واختيار التوقيت المناسب حفاظا عليهم وخوفا من تدافع الناس في أوقات الزحام الشديد، خاصة في أيام شهر رمضان المبارك الذي شهد في العشر الأواخر أعدادا هائلة من المعتمرين يتجاوزن المليون معتمر». وأكد الطفل عبدالله أنه كان يتمنى أداء العمرة منذ زمن بعيد، إلا أن والديه أصروا على الذهاب إلى الحرم في أوقات تخف فيها الزحام. أما الطفلة أبرار فأبدت سعادة كبيرة بأدائها العمرة قائلة «كنت أمني النفس بأداء العمرة مع أهلي في شهر رمضان، لكنهم خافوا علي من كثرة الزحام، خصوصا في العشر الأخير من شهر رمضان ووعدوني بأن تكون عيدتي هي أداء العمرة ولقد حقوا لي أمنيتي». وأبدى الطفل يوسف حسرته على فوات العمرة عليه في رمضان، لكنه يقول «أهلي عوضوني بأداء العمرة في العيد وقد فرحت كثيرا بأداء العمرة وحرصت على حلق شعري بالموس». ويؤكد أبو عمر أنه كان يحرص بشدة على أداء أطفاله للعمرة في شهر رمضان المبارك، «لكن بسبب شدة الزحام خصوصا في الطواف قررت مع والداتهم تأجيل عمرتهم في العيد وجعلتها جزءا من العيدية وقد فرحوا كثيرا بذلك». أما أم نوف فتشير إلى أن الحرم المكي الشريف شهد هذا العام ازدحاما شديدا جعلهم يخشون على أطفالهم وعوضوهم بعمرة في العيد. وأوضح ل «عكاظ» رئيس قسم التربية الإسلامية في إدارة التربية والتعليم في جدة عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة الشيخ الدكتور نامي الشريف، أن اختيار الأسر لهذا التوقيت أمر حسن لاسيما إذا اقترن أداء العمرة مع صيام الأسر للست من شوال وقال: فرصة من تلك الفرص الغالية، حيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان. وأضاف: صيام الست من شوال بعد رمضان، «قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر». وبين الشيخ نامي أن تعويد الأطفال على فعل الطاعات أمر مهم لينشى الأطفال على حب العبادة والتقرب إلى الله، لاسيما إذا أدرك الوالدان أهمية أداء العمرة لغرس قيم ينشأ الأطفال عليها في أوقات بعيدة عن الزحام، وقال: تعويد الأطفال على أداء العمرة فرصة جيدة، فمثل هذه العبادات العملية كثير ما تبقى في ذاكرة الأطفال إذا كبروا وينشأون على الحرص على أدائها. وأضاف «هذا نوع من البر من الآباء بالأبناء».