أطفال دفعهم التقليد إلى الإقتداء بأبائهم وأسرهم، فما أن سمعوا بدخول شهر رمضان المبارك حتى شمروا عن سواعدهم لخوض تجربة الصيام، فهم يستطيعون الإمساك عن الطعام والشراب خلال النهار، فمنهم من يصمد أمام الجوع، ومنهم من يرى أن شرب الماء مضطرا ليس مفسدا لصيامه، فهم مازالوا تحت خط البلوغ. وتجد بعض الأسر تشجع أبناءها على الصيام مع بداية شهر رمضان بهدف تعزيز ثقافتهم بأهمية الصيام في هذا الشهر متى بلغوا سن الرشد، إضافة إلى ترسيخ مفاهيم الخير والعمل الصالح بما يتواكب مع حرمة الشهر الفضيل. «عكاظ» التقت عددا من الأباء والأطفال الذين بدأوا في صيام رمضان كل حسب مقدرته. حيث يرى خالد السبيعي أنه بدأ في تشيجع ابنه سعود على الصيام في أول تجربة له إلى صلاة الظهر، وبعد يومين إلى العصر، ومن ثم تدرج في إطالة وقت الصيام لحين موعد الإفطار، مشيرا إلى أنه يحرص على تعويد ابنه قبل البلوغ على الصيام. من جانبه أفاد عبدالله ناصر أن تشجيع والديه له دور كبير في تعويده على إكمال صيامه إلى موعد الإفطار، وأنه أصبح يصوم شهر رمضان دون أن يفطر إلا مع آذان المغرب. الطفل مناحي عبدالله 12 عاما، لم يستطع أن يقاوم جوعه، فهو ينتظر أن يخلد ذووه إلى النوم ومن ثم يتجه إلى المطبخ لسد حاجته من الطعام والشراب، وقال: أصوم بعض الأيام ولكن في معظم الأحيان ما أقدر أتحمل العطش. من جهته أوضح مشاري مشبب أن جميع أخوته يصومون في رمضان على الرغم من صغر سنهم، مبينا أن دافعهم للصيام هو تقليد بقية أفراد الأسرة، واستطاعوا إكمال صيام اليوم كاملا بعد أسبوعين من التعويد على مراحل، مشيرا إلى أنهم يستطيعون الآن وهم ما بين الحادية عشر و الثالثة عشر من الصيام لكامل اليوم بل ويشاركون أبيهم قبل الإفطار في أعمال الزراعة. في المقابل يرى فيصل الشريف أهمية تعويد الأطفال على الصيام في وقت مبكر من عمرهم وذلك بدفع الرغبة لديهم وتشجيعهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، فيما يشاطره الرأي محسن مطلق بقوله: نحن كعائلة كبيرة تجمعنا دائما خلال شهر رمضان سفرة واحد في بيت الوالد، ونقوم بعمل مسابقات بين أبنائنا في قدرتهم على الصيام طيلة النهار وتقديم جوائز عينية بعد آداء الجميع الإفطار، ويرى أن هذا من باب التنافس المحمود بين أبناء العائلة الواحدة مما يسهل عليهم عملية الصيام عند البلوغ. من جانبه وصف المعلم سلطان العبيسي بإدرة الأباء في تعليم أبنائهم الصيام بالطيبة خاصة أن لدينا قدوة في مثل هذه الأعمال من خلال قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر» . الشيخ إبراهيم عبدالعزيز الحجي إمام جامع خادم الحرمين الشريفين في الخرمة أكد أهمية تشجيع الطفل على الصيام، إذ تعوده على فعل الطاعة ومشاركة الأهل في هذه الفريضة، كما أن التشجيع والتحفيز والمكافآت يؤدي إلى قيام الطفل بهذه الفريضة وتدربه على الطاعه فتجد أن الطفل يخبر أقرانه بأنه صائم، مطالبا الأسر عدم إجبار الأطفال غير البالغين وإجهادهم بما لم يشرع عليهم حتى لا يأثموا على ذلك الفعل.