صنف الداعية الإسلامي الدكتور سلمان العودة مستقبلي شهر رمضان المبارك إلى قسمين الأول: من يفرحون به، ويسرون بقدومه؛ لأسباب كثيرة منها تعودهم على الصيام، وتوطين أنفسهم على تحمله، لذا جاء في السنة النبوية استحباب صيام أيام كثيرة: كصيام الاثنين، والخميس، والأيام البيض، ويوم عرفة لغير الحاج، ويوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده، والصيام في شعبان، وغير ذلك من الصيام المستحب، الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته؛ ليعتادوا الصوم ويتزودوا من التقوى. وأضاف: أثر ذلك واضح في الواقع، فإننا نجد أن من يصوم النفل كالأيام البيض على الأقل لا يستثقل رمضان بصيام؛ ويكون صيامه لا كلفة فيه ولا عناء، أما الذي لا يصوم شيئا من النافلة فإن صيام رمضان يكون عليه ثقيلا شاقا. أما الصنف الثاني هم من يستثقلون هذا الشهر، ويستعظمون مشقته، ويعدون ساعاته وأيامه ولياليه، منتظرين رحيله بفارغ الصبر، ويفرحون بكل يوم يمضي منه، فإذا قرب العيد فرحوا بدنو خروجه، فهؤلاء إنما استثقلوا هذا الشهر الكريم وتطلعوا إلى انقضائه؛ فأسباب ذلك تعودهم على التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب والمناكح، داعيا من ينتمون لهذا الصنف مراجعة أنفسهم وتعويدها على الطاعة والعبادة.