غمرت الفنانة وردة البارحة الأولى الجمهور في ركح سوق بيروت في لبنان، بموجة من الفرح، إذ أن صوت وردة الجزائرية مليء بالفرح حتى وهي تشدو شجنا وبكاء للعشاق فالفرح يصيب كما الحزن، ذلك أن اللبنانيين جمهورا وفنانين تربوا منذ جيل الستينيات على صوت المراهقة اليافعة وردة التي تسري في شرايينها دماء الأب الجزائري ودماء الأم اللبنانية إلى جانب ثوريتها وعروبتها التي اتضحت ملامحها منذ أن نجحت في امتحان «جميلة بوحيرد» التي اختارها لها الملحن اللبناني الراحل عفيف رضوان بأغنية كانت للثورات العربية الأولى «كلنا جميلة بطلا نبيلا». وردة شدت بالأمس كما لو أنها جاءت لتعوض اللبنانيين عن بعض الفقد والحزن الذي لازمهم طويلا، واستطاعت وردة أن تعيد مجد البليغين ومنهم بليغ حمدي بطل مجد حنجرتها في السبعينيات وبليغ الثاني «صلاح الشرنوبي» الذي حاول تجديد صناعة المجد في حنجرتها منذ «حرمت أحبك» و «بتونس بيك» وغيرهما من الجمال المنثور في صفحات الأغنية العربية الحديثة.