وصفت صحيفة السفير اللبنانية المطربة الجزائرية وردة بانها من الفنانين الذين صنعوا شعبيا يحبهم بعد ان احيت وردة الجزائرية الحفلات الكبيرة التي تحييها في لبنان، جاءت حفلتها هذه المرة في بيروت (على مدرجات أسواق بيروت)، بعد أن غنّت في المرتين السابقتين في بعلبك ضمن مهرجاناتها. فكانت حفلة كبيرة، بكل المقاييس، إن من حيث الحضور، الذي ملأ المدرجات، وإن من حيث قدرة الفنانة المتفردة على جعل الحضور يتفاعل مع كل مقطع تغنيه، وتذهب فيه إلى حد التماهي مع كلماته. ثمة فنانون عرفوا كيف يصنعون جمهورا، وثمة فنانون عرفوا كيف يصنعون «شعبا» يحبهم، قد تكون وردة من هذه الفئة الثانية، إذ إن جمهورها، أكثر من مجرد مستمع عادي يأتي ويرحل بعد كل حفل، بل هو يعيشه ويغني ويندمح، وينتظر بدون شك، المرة المقبلة التي ستعود فيها. هي فعلا «معبودة»، بمعنى من المعاني، إذ تعرف كيف تزيل الفارق بينها وبين من يحيط بها. كانت إذاً مناسبة جديدة، ليستمع المتفرج إلى بعض الأغاني التي لا تزال تعيش في ذاكرته، وكأنها غنتها بالأمس القريب، ولم تمض عليها كل هذه السنوات من خليك هنا، إلى حرمت أحبك، ومن الوداع إلى بتونس بيك، وغيرها من تلك اللحظات التي حفرت عميقا في وجداننا، وإلا ما معنى هذه الفرح المجنون عند كل نوتة، تمخر ليل بيروت، وليل الحاضرين، الذين استعادوا طفولتهم، كما الذين سيتذكرون ذات يوم أنهم عاشوا وسمعوا مباشرة هذا الصوت. هي بالتأكيد ليست حفلة أخرى، بل أكثر من ذلك. لحظات من جمال، يحفر عميقا في ليل هذه البلاد الطويل.