أطلت هذه الوردة على بيروت أوائل شهر أيلول لتشارك بيروت فرحة عيد الفطر. الوردة الحاملة لتاريخ من الثقافة العربية وتحولاتها في القرن العشرين تنقلنا إلى القرن الواحد والعشرين. شدت وردة بأعمال تمثل فترة الانطلاقة العربية ما بين 1973 -1980 بدأت بأغنية "لولا الملامة"( فيلم حكايتي مع الزمان 1973)، وختمت بأغنية" على عيني"( من فيلم قضية حب 1980 الغير مكتمل)*. سنحاول في هذه المقالة قراءة تجربة وردة بوصفها حالة من الثورة الغنائية النسائية تشكلت عبر انقلابات ثقافية ضمن مسيرتها الغنائية التي تكرست عبر العمل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني والإذاعي لتشكل مع جيلها، فيروز وعبد الحليم حافظ على الأخص، المنعطف الثاني للغناء العربي في منتصف الثاني للقرن العشرين. بدايات الطفولة (1950-1956) تسجل بدايات الطفولة في باريس حيث ولدت لأب جزائري وأم لبنانية حالة من التكوين الجغرافي المتنوع بين أكثر من قارة (آسيا –أوروبا – أفريقيا ) تدربها على يد الفنان التونسي الصادق ثريا الذي دربها منذ طفولتها على الأداء المشرقي لا المغربي وقد حفظ لها تسجيل معجز في الأداء منها وهي طفلة لأغنية" يا ظالمني" عام 1951 الذي سمعه رياض السنباطي وجعله يرحب بالتعامل معها مقدراً صوتها دائماً. المرحلة الشامية – المصرية (1957-1962) بعد أن اعتقل والدها من قبل الحكومة الفرنسية لتخزينه أسلحة الثوار الجزائريين، وملاحقتها وهي تخبئ في شنطتها الدراسية مناشير سياسية توزعها على المهاجرين تحرض لاندلاع حركة التحرير الجزائري عام 1954. انطلق صوت وردة في بيروت ودمشق والقاهرة تغني ضمن حركة التحرر العربي من أجل القضايا العربية، فقد شدت بأناشيد تمجد المناضلة جميلة بوحيرد " كلنا جميلة" (ميشيل طعمة- عفيف رضوان)، ودير يس ( علي مهدي – عبد العظيم محمد )، نداء الضمير والصاعدون ( صالح الخرفي – رياض السنباطي )، أنا مولودة في يوليو ( عبد العزيز سلام – رياض السنباطي )، وشاركت مع جيل الخمسينينات في نشيدين جماعيين شهيرين: وطني الأكبر ( أحمد شفيق جميل- محمد عبد الوهاب) الجيل الصاعد (حسين السيد – محمد عبد الوهاب). وقد اكتشفت وقدمت للساحة الغنائية الملحن حلمي بكر من خلال أغنية كتبها ولحنها" شوية صبر" كما أنها قدمت دعاءً دينياً "إياك نعبد"(أحمد مخيمر –محمد القصبجي ). وقدمت هذه الفترة فيلمين، وكان من حظها أنهما بالألوان الطبيعية: " ألمظ وعبده الحمولي" (1961) لحن لها فيه بليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ولحن أغاني شريكها المغني في الفيلم كمال الطويل، وفيلم "أميرة العرب" ( 1963) لحن لها فيه رياض السنباطي وكمال الطويل ومحمد الموجي الذي عرض بعد سفرها وزواجها من السيد جمال قصيري والد ابنيها: رياض ووداد. وجسدت هذه المرحلة التعريف بصوتها الذي يمثل اتجاها غنائياً نسائياً عربياً غلب على بدايتها الأغنيات الثورية والوطنية برغم تقديمها أغنيات أعادت النظر في الموروث العربي" يا نخلتين في العلالي"، وعبرت أغنية" يا لعبة الأيام" عن موضوع المواجهة بين العاشقين المتأزمين لا الحب من طرف واحد كما كان. المرحلة العربية – الاستئناف (1972-1991) في عيد اندلاع الثورة العاشر في الجزائر كلفت بأداء نشيد "من بعيد أدعوك"( صالح الخرفي –بليغ حمدي )، فأعادها إلى الغناء مجدداً، وانطلقت في ثنائي رائع مع بليغ حمدي قدما الكثير من الأعمال في السينما والمسرح والتلفزيون. قدمت سلسلة أعمالها مع بليغ حمدي التي انطلقت بأغنية" العيون السود، دندنة، اسمعوني، الوداع، وماله، عايزة معجزة، لو سألوك"، واستأنفت عملها مع حلمي بكر بأغنية "ما عندكش فكرة" (1975)، وبدأت العمل مع سيد مكاوي في أغنية" أوقاتي بتحلو"(1976)، واستأنفت العمل مع فريد الأطرش بأغنية" كلمة عتاب"(1977)، وشدت من ألحان سراج عمر بأغنية" مقادير"(1978). وقد عادت إلى السينما بفيلم "صوت الحب" لحن لها فيه كل من بليغ حمدي ومحمد الموجي ومنير مراد، وفيلم "حكايتي مع الزمان" (1974) ولحن لها فيه محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل، وفيلم " آه يا ليل يا زمن "(1978) ولحن معظم أغانيه بليغ حمدي. قدمت السيدة حفلة في أسواق بيروت بإنجاز المتعهدة رلى تلج، صاحبة شركة «مون أند ستارز» وكان برنامج الحفلة : لولا الملامة ( مرسي جميل عزيز – محمد عبد الوهاب), قلبي سعيد (عبد الوهاب محمد- سيد مكاوي) الوداع ( محمد حمزة – بليغ حمدي ) , مالي طب وأنا مالي ( محمد حمزة- بليغ حمدي ), اسمعوني ( سيد مرسي – بيلغ حمدي ) . في يوم ليلة (حسين السيد- محمد عبد الوهاب), أكذب عليك ( مرسي جميل عزيز- محمد الموجي). على عيني ( عبد السلام أمين - حلمي بكر) .