تواصلت المفاوضات بين المجلس الانتقالي الليبي وزعماء القبائل في سرت لتجنيب المدينة مواجهة تريق المزيد من دماء الليبيين دون أن ترشح أي معلومات عنها. ومن المفترض انتهاء المهلة التي حددها الثوار لكتائب القذافي للاستسلام اليوم، إلا أن ثمة معلومات تفيد بتمديدها لمدة أسبوع. وقال منسق غرفة العمليات العسكرية للمجلس الانتقالي في طرابلس عبدالمجيد مليقطة أمس إن لديهم معلومات من شخص موضع ثقة تفيد بأن القذافي متواجد في بلدة بني وليد (معقل قبيلة ورفلة) مع نجله سيف الإسلام ورئيس مخابرات نظامه عبدالله السنوسي، حيث هربوا إليها بعد ثلاثة أيام من سقوط العاصمة طرابلس. وأفاد مصدر أن زعماء القبائل في بني وليد اتفقوا في اجتماع عقدوه الخميس الماضي على السماح لقوات الثوار بدخول البلدة إذا كانت تتألف من مقاتلين تربطهم علاقات أسرية مع سكانها، موضحا أنهم يعتزمون إبلاغ المجلس الانتقالي بذلك. ورغم استمرار المفاوضات يستعد الثوار لمعركة فاصلة مع فلول نظام القذافي. ووصلت تعزيزات عسكرية من بنغازي، حيث تمركز الآلاف من المقاتلين في منازل تركها أصحابها على طول الطريق الموازية لخليج سرت والمؤدية إلى المدينة التي تحمل الاسم نفسه. وشوهد بعضهم وهم يعبئون قذائف من عيار 20 و30 ملم في أمشاط حديدية خاصة برشاشات ثقيلة ورشاشات مضادة للطائرات. وأقاموا حواجز أمنية، خصوصا حول مدينة بن جواد التي يعرف عن سكانها تأييدهم للقذافي. وشوهدت الأسلحة الثقيلة من دبابات تي 55 ومدافع من عيار 120 ملم ومدافع هاون وراء الخطوط الأمامية للجبهة وقد خبئت وسط كثبان الرمل مستعدة للتدخل في أي لحظة. وقال قائد كتيبة شهداء زنتن إنه يتوقع قصفا مدفعيا مكثفا قبل شن الهجوم البري باتجاه سرت. ومن الصعب معرفة تفاصيل الخطة العسكرية التي ستعتمد للهجوم على مواقع كتائب القذافي. ولمنع تسلل أنصار القذافي من مدينة سرت، عزز الثوار أمس إجراءاتهم الأمنية في مصراتة. وقال قادة للثوار إنهم تلقوا معلومات أن موالين للقذافي يستعدون لشن هجوم وزعزعة استقرار مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية. من جهة أخرى، أعلن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل أمس، أن نشاط المجلس سينتقل من بنغازي إلى العاصمة طرابلس هذا الأسبوع.