لكل أمةٍ مِن الأمم عيد يأنسون به ويفرحون، وهذا العيد يتضمن عقيدة هذه الأمة وأخلاقَها وفلسفةَ حياتِها. للعيد فرحة فلا تقتلوها، فمنهج التزاور بين الأقرباء والأصدقاء يمثل حالة مثالية للبعد الإنساني وتعزيز صلة الأرحام، لكن لم يقتصر الأمر عند هذا الحد في المجتمعات الإسلامية بالوقت الحاضر إذ فرض عصر التكنولوجيا دوره في تعزيز هذه الخاصية وإثبات فاعليتها بشكل لافت للنظر، وقد تشترك في هذه الحالة مجتمعات تعتنق ديانات أخرى في مناسبات أعيادها، وتتجسد هذه الخاصية في وسائل الإعلام سواء الفضائيات ومنظومة الاتصالات الهاتفية والشبكة العنكبوتية، ومن وجهة نظر إعلامية فإن لهذه المنظومات دورا فاعلا في تقريب وجهات النظر وتيسير عملية تبادل التهاني وكلمات المعايدة في أسرع وقت وبأسهل الطرق، متجاوزة كل العقبات الجغرافية والنفسية في حالات كثيرة خاصة في الإنترنت والموبايل؛ فهما أداتان بيد مالكهما ومن السهولة بمكان أن يستقبل الاتصال أو يرسل رسالة وكذا الأمر في شبكة الإنترنت. ومرت أيام عيد الفطر على المسلمين حتى بقية أتباع الأديان الأخرى الذين شاركوا إخوانهم المسلمين فرحة العيد أخذوا يتعايشون الفرحة بوجدانية وتحديدا الذين يجمعهم العيش في بلدان واحدة وهم يقعون تحت حالة من التوحد بالتعامل مع الموبايل للاستقبال أو الاتصال عبر مكالمات أو رسائل (message) بمعنى آخر يقعون فريسة لهذه الآلة السحرية في طبيعة تعامل رغم أنها تشكل فرصة إيجابية في حالات، لكنها قد تفضي لجوانب سلبية لدى البعض أو حالة رفض وإكراه طالما تشكل نسبة عالية لدى الكثير من حاملي هذه الأجهزة الخلوية التي يفرض حجمها الصغير بجعلها مرآة ينظر بها أفكاره وأفكار الآخرين، ومن أطرف المواقف التي مررنا بها جميعا أننا عتبنا على البعض من الأقرباء والأصدقاء طريقة اندماجهم التي لا تخلو من الإدمان مع هذه الآلة التكنولوجية وهو يخاطب برسائل أو مكالمات تطغى بنهاية الأمر على جو المجلس الاجتماعي وتحوله لمجرد جسد حاضر، فأخذت التكنولوجيا الإعلامية تلعب دورا مهما وحيويا خلال مناسبة العيد السعيد بل دخلت في أدق تفاصيلها، وهي تدخل ضمن إطار الوصف الفلسفي للإعلام. وقد عبرت عوائل عن استيائها بسبب اختفاء العادات والتقاليد التي كانت تمارس سابقا خلال أيام العيد بسبب دخول الحداثة التكنولوجية. «استعد نفسيا للعيد وأقطف المتعة العابرة من مصافحة أو ثوب جديد أو وجبة أو اجتماع واعط الآخرين فرحة لتجد صداها بقلبك.. د. سلمان العودة». عبير محمد عسيري