لاشك بأن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي يعد من أهم البرامج التي فتحت آفاقا واسعة لطالبات وطلاب العلم، لينهلوا من جامعات عدة في مختلف بلدان العالم وفي شتى فروع العلم والمعرفة، ليخدموا الوطن وهم متسلحون بسلاح العلم. والطالب ماجد عسيري أحد الطلاب الذين ذهبوا إلى (أوكرانيا) لدراسة طب الأسنان في أحد الجامعات عام 2005م على نفقة والده في البداية على أن يتم إلحاقه بالبعثة لاحقا، ولكن رغم المحاولات العديدة التي بذلها الطالب ووالده للانضمام إلى البعثة، إلا أنها جميعا ذهبت أدراج الرياح، ليعود ماجد إلى مدينته تبوك وجاء إلينا شارحا معاناته الدراسية. يقول ماجد إنه درس طب الأسنان في دولة (أوكرانيا) في جامعة (المد) في مدينة (خاركوف) في عام 2005، وعلى حساب والده، وإنه التحق بهذه الجامعة «بعد أن اتضح لي أنها جامعة حكومية وموصى بها من التعليم العالي على موقع الوزارة. وأثناء دراستي في السنة الأولى، وعدني الملحق الثقافي بضمي للبعثة بعد تقديم المستندات اللازمة والعمل على إكمال عدد مقرر الساعات ليتم التحاقي بالبعثة، وفي السنة الثانية طلبت مني الملحقية البقاء في الجامعة لحين وصول لجنة من التعليم العالي لتقييم الجامعات في (أوكرانيا)، ولكن اللجنة أتت وغادرت دون أن نراهم ولم يحضروا إلى الجامعة لتنتهي السنة دون تحديد الجامعات وكان هذا في عام 2007م». ويضيف الطالب ماجد «بعد ثلاثة أشهر من السنة الثالثة لدراستي في طب الأسنان أبلغني الملحق أنه يوجد ثلاث جامعات في أوكرانيا معترف بها، وطلب مني الدكتور طلال الشعبان في الملحقية الاستمرار في جامعة (خاركوف) حيث إن بعض الزملاء تم إلحاقهم بالبعثة». ويؤكد ماجد على أنه خاطب الملحقية قبل الاختبارات، فوعدته الملحقية بأنها ستساعده بأقساط الجامعة المتأخرة عليه، ولكن عندما بدأت الاختبارات «تم إيقاف دخولي إليها لعدم مقدرتي على دفع الأقساط المترتبة علي، وعلى هذا الأساس تم حرماني من الاختبار». ويشير ماجد «أثناء فترة الإجازة، راجعت التعليم العالي وقدمت خطابا للدكتور الفوزان، شرحت فيه معاناتي بالكامل، ووعدني حل المشكلة وبالفعل وصلت رسالة من التعليم العالي على جوال والدي تبارك التحاقي بالبعثة، وطلبت مني الملحقية العودة بأسرع وقت إلى أوكرانيا، وقطعت إجازتي وعدت إلى هناك وقبل ذلك أرسلت جميع المستندات المطلوبة عبر البريد السريع». وفي بداية السنة الدراسية طلبت مني الملحقية الاتصال بأحد العاملين فيها لإكمال إجراءات البنك والتحويلات، ولكنني بعد أن أرسلت جميع المستندات إذ بالموظف يبلغني «نحن آسفون، لقد أخطأنا في الاسم»!! ويستمر ماجد في شرح معاناته، قائلا «بعد الاتصال بالملحق الدكتور طلال الشعبان أفاد بأنه تم قبول جميع الزملاء بمنحة ملكية وقال لي نأسف لسقوط اسمك سهوا»، مشيرا إلى أنه رغم وجود هذه الإشكالية والمعاناة لم أستسلم، انتقلت إلى جامعة بلطافا وأجريت اختبارين للمادتين التي حرمت فيها من أجل دخول المستوى الرابع في طب الأسنان، وأكد أنه تقدم تلك الفترة بخطاب إلى نائب وزير التعليم العالي ولكن دون جدوى تذكر «حيث عدت ودرست السنة الثالثة من أجل مادتين وأنهيت الدراسة في عام 2010 إلى 2011، وتألمت كثيرا وأنا أرى بعض الزملاء الذين أتوا معي في نفس السنة الدراسية الأولى قي أوكرانيا وهم يتخرجون، بينما لا يزال أمامي المستوى الرابع والخامس، ولكن ليس لدي ما أقوله سوى حسبي الله ونعم الوكيل». تساؤلات الوالد: لماذا يعدون بشيء لا يمكنهم تحقيقه؟ ويعلق والد الطالب ماجد عسيري بتساؤل عندما قال «لماذا لم يتم إلحاق ابني ببعثة خادم الحرمين الشريفين؟ ولماذا يطبق النظام على ابني وهو يدرس منذ عام 2005م والمنع في عام 2008م، لماذا يتحدث الملحق الثقافي أو يعد بشيء لا يستطيع الوفاء به؟ ولماذا يقضي ابني إجازته السنوية في كتابة المعاريض والمراجعات المستمرة للتعليم العالي؟ وكل ما في الأمر أن ابني يريد أن ينضم للبعثة وهي حق من حقوق هذا الوطن تجاه ابني؟.