ناشد عدد من الطلاب السعوديين -يمثلون أكثر من 500 طالب وطالبة يدرسون الطب والصيدلة والهندسة بجامعات اليمن- المسؤولين في وزارة التعليم العالي التدخل لحل مشكلتهم، ووضع حل عاجل لمعاناتهم، والتى سوف يضيع بسببها مستقبلهم؛ نتيجة عدم قدرتهم على استكمال دراستهم في الجامعات اليمنية؛ بسبب ظروف تلك البلاد، وانعدام الأمن فيها، بالإضافة إلى إيقاف ابتعاثهم بتلك الجامعات من قبل وزارة التعليم العالي عطفاً على تلك الظروف. ولكن الوزارة حتى الآن ورغم مضي أكثر من ثمانية أشهر على توقفهم لم تفعل لهم أي شيء يمكنهم من استمكال دراستهم بتخصصاتهم التى كانوا يدرسونها؛ علماً أنّ بعضهم لم يتبق على تخرجه أكثر من فصل واحد، وكلهم أمل في حل مشكلتهم. عدد من الطلاب المبتعثين في اليمن تحدثوا بحرقة ل"الرياض" عن معاناتهم وضياع مستقبلهم؛ بسبب الأوضاع القائمة حالياً في الجمهورية اليمنية مما يجعلهم غير قادرين على مواصلة الدراسة هناك. في مهب الريح! الطلاب الذين حضروا لمقر "الرياض" للحديث عن معاناتهم وضياع مستقبلهم قالوا: إنّ وزارة التعليم العالي تخلت عنهم وقدمت لهم وعوداً بإكمال دراستهم في الجامعات السعودية أو الاهلية أو الجامعات الحكومية في أي بلد آخر، ولكن هذه الوعود اصطدمت بعدد من العراقيل، ومن أهمها عدم وجود أي قرار من الوزارة مبلغ للجامعات أو الملحقيات يخول للطالب الدراسة في أي جامعة أخرى ينتقل لها داخل المملكة أو في أي دولة اخرى، وقد وعدتنا الوزارة بعدة خيارات -بحسب كلام وكيل وزارة التعليم العالي-، ومنها: الدراسة في الجامعات الحكومية الداخلية، أو التحويل إلى إحدى الجامعات الأهلية الداخلية في المملكة وإعطاؤنا منحة داخلية، أو الدراسة في أي جامعة حكومية بالدول العربية. أحمد عبدالله مجرد وعود! وأضافوا: ولكن هذه الخيارات جميعها غير قابلة للتنفيذ ومجرد وعود فقط؛ لأننا وجدنا أنفسنا في مهب الريح وجميع هذه الخيارات مقفلة في وجوهنا؛ لأنّ الوزارة لم تعمد أي جهة سواء الجامعات في الداخل أو الخارج بقبولنا فيها وإكمال تخصصنا في نفس المستوى الذي وصلنا إليه، والذي لم يتبق على بعضنا للتخرج أكثر من ترم دراسي واحد كما يشير الطالب "أحمد عطية القرشي" -طب اسنان المستوى الثالث- قائلاً: وجدنا أنفسنا عاجزين عن الحصول على أي بارقة امل لإكمال دراستنا في أي جامعة داخلية أو خارجية في نفس المستويات ودون أن يؤثر التحاقنا في أي جامعة أخرى على دراستنا أو يعيدنا من حيث بدأنا؛ لأنّ كل الجامعات الحكومية في داخل المملكة وفي الدول العربية ترفض قبولنا ما لم يأتيها تعميد من وزارة التعليم العالي. فهد الزهراني الجامعات الأهلية وأوضح الطلاب أنّ الجامعات الأهلية في الداخل طلبت منهم مبالغ مالية كبيرة لإكمال دراستهم لأنه لم يأتيها أيضا تعميد من الوزارة بقبولنا ونحن أمام مشكلة سيضيع بسببها مستقبلنا نتيجة أنّ وزارة التعليم العالي تعطينا وعودا وتتحدث عن حلول لا وجود لها على ارض الواقع مما اجبر عدداً من الطلاب الذين لم يتبق على تخرجهم إلا ترم او ترمين دراسيين بالعودة الى الجامعات في اليمن، رغم الظروف التى تعيشها تلك البلاد والمحفوفة بالكثير من المخاطر كما أنّ تلك الجامعات أبلغت من الوزارة بإيقاف ابتعاث السعوديين إليها وهؤلاء الطلاب يعانون في اليمن ظروفاً في منتهى الخطورة نتيجة القلاقل الموجودة هناك كما يؤكد ذلك الطالب فهد الزهراني (طب بشري). محمد البشري خذلونا! الطلاب "أحمد ماجد عبدالله" و"نواف الحربي" و"حسن مريع" و"خالد الغانمي" -صيدلة وطب- قالوا إنّ: الوزارة حتى الآن لم تفعل لنا شيئاً رغم مراجعتنا لجميع المسؤولين فيها، وكل واحد منهم يعدنا بشيء، ولكننا لا نجد له أي تنفيذ على أرض الواقع، ونطالب الوزارة بأن تسارع في حل مشكلتنا وذلك باعتماد تحويلنا إلى جامعاتنا الحكومية في المملكة؛ لأنّ عددنا ليس كبيراً ومعادلة جميع المواد التى درسناها حسب المرحلة التى وصلنا اليها دون ان يكون هناك أي تأثير على مستقبلنا والسنوات التي أمضيناها في دراسة تخصصاتنا في اليمن. صمت الوزارة وأكد الطالب "محمد البشري" -هندسة- على أنّ صمت الوزارة وعدم مبادرتها لحل مشكلتهم حتى الآن سيؤديان إلى ضياع مستقبلهم وضياع دراستهم التى يهدفون من خلالها الى خدمة مجتمعهم ووطنهم في تخصصات يحتاجها الوطن خاصة أنّ وزارة التعليم العالي هي التى أوقفت ابتعاثنا إلى اليمن؛ بسبب الظروف الحالية وأبلغت الملحقية التعليمية السعودية هناك بأن يطلب من جميع الطلاب قطع درستهم والعودة إلى ارض الوطن حفاظا على أرواحهم، علما أنّ البعثة تضم أكثر من 500 طالب وطالبة في عدد من التخصصات العلمية حسن مريع الملحقية سلبية! وأوضح الطلاب أنّ الملحقية السعودية في اليمن كانت سلبية في التعامل معهم خلال هذه الأزمة، وبعض العاملين في وزارة التعليم العالي استغربوا من دراستنا في اليمن رغم أننا لم نذهب ولم نبتعث إلى الجامعات اليمنية إلاّ بموافقة من الوزارة، كما أنّ الجامعات التى كنا ندرس فيها كانت مختارة ومعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي ودراسة الطب البشري وطب الاسنان في تلك الجامعات يجعلها من أفضل الجامعات في هذه المجالات؛ بسبب توفر الحالات السريرية بعدد كبير للطلاب الدارسين واستغرب ان يأتي استهجان من بعض مسؤولي الوزارة على اختيارنا للجامعات اليمنية التى لم يأت من قبلنا انما بتعميد واختيار من الوزارة نفسها كما يقول ذلك الطالب فهد الزهراني. الخوف من الضياع وأوضح الطلاب أنّ بعض زملائهم الذين عادوا لليمن خوفا من ضياع مستقبلهم أصبحوا الآن منقطعين في اليمن، ويحتاجون مساعدتهم للعودة إلى أرض الوطن وبعضهم أصبح لا يملك حتى مايمكنه من العودة إلى الوطن، ولم يعد قادراً على الخروج من سكنه والذهاب لأي مكان وبعضهم معهم زوجاتهم وظروفهم أصعب. نواف الحربي