تتوقف الساعة أو تتباطأ لتجعلنا في حالة تأمل عميق ربما نحن بحاجة إليه. ثلاثون ليلة من الروحانية الربانية والصفاء الذهني مع الواحد الأحد كافية لإنجاز وتوسيع المدارك العقلية والتدبر الإيماني واستمالة العقل في التعمق الروحاني، نحن نعلم عظمة هذا الشهر وما فيه من جوائز عظيمة ينالها الصائم والعابد والزاهد، وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، يجب اغتنام هذا الشهر لأنه فرصة عظيمة من عند الله ورحمة من الخالق. رمضان شهر القرآن هل تختار فيه العبادة أم المسلسلات. للأسف الكثير من الناس لاينتظرون شهر رمضان لأنه شهر عبادة وإنما لأنه شهر تعرض فيه المسلسلات من سنة لأخرى!! نتجاهل القيم الدينية السامية التي يغرسها هذا الشهر في أنفسنا وأنفس أبنائنا بالاستعداد له بتصنيف أجمل الفوازير واختيار أصناف الطعام. هل استفاد أبناؤنا من رمضان؟ بعض الأطفال أو الغالبية العظمى منهم يشعرون بالخوف من الصيام لأنهم سيحرمون من الطعام والشراب والحلويات لفترة طويلة، فيكون شعورهم في هذا الشهر الخوف من أنهم لن يستطيعوا الصيام. وبعض الأطفال يدخلون هذا الشهر بقوة وتحد ويصومونه كاملا وهم في سن صغيرة، والفارق بين هؤلاء الأطفال يرجع إلى الفارق في التربية.. هذا أيضا ما يجب أن نفعله مع أبنائنا، لا بد من أن يشعروا أن شهر رمضان شهر جميل ومحبب إلى نفوسهم، وهو حضن تربوي عظيم لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني الأخلاقية الفاضلة من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتنغرس أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم من الصغر حتى الكبر. عبير محمد عسيري