بدأ العالم الإسلامي تبادل التهاني والتبريكات بقدوم شهر الصوم والخير والبر والصدقة، وأعلن المسلمون عن استقبالهم لهذا الشهر الكريم بالصيام والقيام إيمانا واحتسابا وتقربا إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات. رمضان شهر عظيم له طابعه الديني وخصوصيته الروحانية ونفحاته الإيمانية المباركة، ففيه تصفو النفوس، وتطهر الأبدان من أدرانها، وتختلج القلوب بنبض عواطفها ووجدانها. أما شاشات القنوات الفضائية فلها رأي آخر، وإعلان مختلف عن استقبال هذا الشهر المبارك حيث أعلنت عن استقباله ببرامج تطمس فيه روحانيته وتكدر صفو إيمانياته وجلاء بهائه وعظمة منزلته ببرامج لا تمت للصيام بصلة دينية أو سلوكية أو أخلاقية أو على أقل تقدير تواكب مستوى المادة الإعلامية المقدمة والمنتظرة من قبل المشاهد عندما أخذت هذه القنوات بالاستعداد المبكر وشحذ الهمم والطاقات المالية والفنية بل وتخصيص المبالغ الطائلة في الإعلان عبر الصحف والتليفزيونات عن مواعيد بث هذه البرامج والمسلسلات، في سباق محموم لجذب المشاهد وتسمير أنظاره وضياع وقته وتدمير أخلاقياته وإفساد صومه. ودور الإعلام في إصلاح النفوس والأخلاق ليس مرتبطا بشهر رمضان المبارك فقط فالأخلاق قاعدة ثابتة في رمضان وفي كل شهور السنة، وما هو محرم في رمضان هو محرم في كل شهور السنة ماعدا ما كان لهذا الشهر من أحكام خاصة به تجعل المسلم يخوض صراعا مع ذاته بالامتناع عن الطعام والشراب وعن كل ما يخالف شرع الله فيدخل في حالة طوارئ ذاتية هي حالة تكثيف للعبادة ليكون في آخر شهره المبارك في مرحلة (العتق من النار) لا مرحلة اللهو والفسحة والتسلية. المرجو من القائمين على هذه القنوات أن ينهجوا دورا أدبيا رياديا وتوجيهيا في إرساء الأجواء الروحانية الرمضانية. محمد الذيب