ليس الوداع بالضرورة فقد، ذاك من يكون تأثيره عنوانا يستقر في تقاسيم يومك الحياتية حتى يجعلك تتلمسه كنهج تسير عليه. يقول (روبرت براو نينغ) إن الغائب أو الفقيد شمسه تغيب لتشرق مرة أخرى، ذاك هو محمد العبدالله الفيصل تشرق شمسه مع طلائع فجر هذا اليوم حينما يسجى جسده تراب مكة، مثير ذاك الفكر الذي خبأ معه من يملك نظريه الإقناع، حينما تستمع إليه تتمنى أن تتكئ إلى ثراه المعرفي الإداري أو الفني ويشعرك بقيمك الإنسانية حينما تتراهن معها في سبيل التحصيل المعرفي. في صباحات الأحد لا أعرف إن كان قدري كشاهد عيان قد أوجدني في الحدث كنت أعبر (التحلية) باتجاه الغرب حينما صدمني الخبر، لا إراديا التوى عنقي باتجاه (القلعة) كان أثر الهزة واضحا للعيان مالت بفقدان أحد أعمدتها الرئيسة والتي بني عليها مجد يقاوم الجغرافيا، سأقول إنني رأيت القلعة تتحرك لا أعرف درجة هذا التحرك بفعل قوة هذه الصدمة لكنني لا أجزم قد تكون عيني خانتني بفضل اضطراب نفسي تملكني لكنني أجزم أنني تلمست أثر دموع لا أعرف إن كانت من خطواته التي كانت صباح مساء تملأ فضاءات المكان أم أن هول الصدمة حرك الكؤوس وتمايلت فأضحت سيلا يبكي فقدان أحد الأيادي التي جلبتها وزينت بها الموقع، ما أخرجني من هذه الدوامة أبواق السيارات إذ كانت قدمي لا شعوريا قد أوقفت سيارتي في منتصف الطريق، هكذا أمست القلعة كرمز لوطن فقد ابنا اشتهرت نظرياته بالكثير من الأولويات التي خص بها وطنه موظفا ومتطوعا .. هذا الصرح.. (القلعة) لن تنساك ساكنا ولن تغيب من عيون عشاقها .. يقول أحد كبار السن من الأهلاويين (من يعرفه كان يبدد الحزن بنظرة منه قبل ابتسامه).. يكتشف الإنسان نفسه بما يفعله خاصة في هذه الأيام الفضيلة الذي يذوب لدرجة الدفء والتوسل من أجل الرحمة والمغفرة، الكل يعيد صياغة سلوكه لدرجة الخضوع .. مؤلم ومؤسف أن هناك في هذه الأيام المباركة من يحاول أن يقارن نفسه بالآخرين من خلال تصدير أزمته ونثر سلوكه عليهم ذلك أن من الخطأ أن تحظى باحترام الآخرين وقيمتك لا تعتمد على أي سلوك إنساني بمفهومه الفضيلي، لذلك نصيحتي له أن يتركهم يكملون تسبيحهم وتذللهم بعيدا عن أمراضه .. (لن أفسد صومي بحقيقة الاستضافة ونغمة التحدي بعد رفض الاستراحة وستكون في مقال قادم بعد انتهاء الشهر الفضيل). للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة