يعتبر الطريق الدائري الأول الشريان الأهم والحزام الذي يلف معصم المنطقة المركزية، والواجهة لساحات المسجد الحرام، والرابط لأغلى وأهم مناطق إسكان للمعتمرين والحجاج. وبأمر خادم الحرمين الشريفين باستكمال الطريق الشهير توضع أولى لبنات إذابة زحام المركزية، إذ سيعزز المشروع معايير الاستدامة ويقدم حلولا ذكية في إدارة الحشود. ويصف رئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية المهندس عباس قطان، تنفيذ أعمال مشروع الطريق الدائري الأول بأنه من المشاريع الضخمة والعملاقة، لارتفاع كلفة نزع الملكيات، مشيرا إلى أنه يبدأ من أنفاق علي في الجهة الشرقية من الحرم المكي، وسيمر باتجاه منطقة الراقوبة وينزل إلى جبل هندي، ثم يمر بمشروع عبد اللطيف جميل في حارة الباب، ليخرج إلى طريق الحفاير من خلف مشروع جبل عمر، ويربط مع أنفاق الهجلة القديمة والمغلقة النافذة إلى منطقة الغزة عن طريق نفق علي في شعب بني هاشم. وتقع على جنبات المشروع ثلاث محطات عملاقة وكبيرة للسيارات الصغيرة والحافلات متاخمة للطريق الدائري الأول، وسيستفاد منها الآن كمحطات للسيارات والحافلات إلى حين تنفيذ مشروع القطار الداخلي في مكة، إذ ستكون محطات أيضا للقطارات، ومنها محطة أمام نفق حلقة جرول وأخرى خلف مشروع وقف الملك عبد العزيز وأخرى بجوار النفق الجديد في حارة الباب ومحطة إضافية في منطقة الغزة. ويربط هذا المشروع سبعة أحياء مركزية مهمة بحزام دائري واحد، مما يساهم في نقل المنطقة إلى عهد جديد من النقل الحضاري للحشود، والحد من أزمة النقل في السنوات المقبلة، كما سيوفر فرصا جديدة لبناء مشاريع فندقية عملاقة متاخمة للدائري الأول. وسيلهب المشروع أسواق المقاولات والبناء والتعمير والعقار والمعدات الثقيلة، من خلال اعتماد المشروع على إزالة 2800 عقار. وكشف فيصل بن دبيس مسؤول شركة مقاولات كبرى، أن مكةالمكرمة تواجه ما يشبه التخمة في تنفيذ المشاريع وسط سباق كبير بين الشركات لمواجهة حجم الطلب المتزايد من القطاعين الحكومي والخاص، مبينا أن مشروع تنفيذ الطريق الدائري الأول سيوسع مساحات عمل شركات الهدم والإزالة والمقاولات والتعمير، وما يستوجب توفير 3000 وحدة سكنية مقابل عدد العقارات المتوقع إزالتها تضاف على قائمة الوحدات السكنية التي تحتاجها مكةالمكرمة. ومن المتوقع أن تتحرك كبرى شركات توريد المعدات الثقيلة للاستفادة من هذا الحراك الاستثماري بتوفير تشكيلات جديدة من أنواع المعدات الثقيلة من بوكلينات وشيولات وسيارات نقل وونشات، مع رفع نسبة الاستيراد من الخارج لمواكبة حجم الطلب المتزايد، فيما قدر متعاملون العائد المتوقع بأكثر من 800 مليون ريال.