بحثت أم هاني وهي امرأة في العقد الرابع من عمرها عن خادمة مخالفة لنظام العمل والإقامة، لمساعدتها في أعمال المنزل خلال رمضان، لكنها أخيرا صرفت النظر عن هذا المشروع بعد أن اكتشفت أن عليها دفع مبلغ فلكي للخادمة المخالفة، وتعد قصة أم هاني واحدة من سيناريوهات ارتفاع بورصة تشغيل الخادمات في رمضان كما هو الحال في كل موسم. وتؤكد التقارير أن الخادمة المخالفة في المدينةالمنورة، في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تتقاضى نحو 30 ريالا في الساعة أي بمعدل 360 ريالا في اليوم الواحد في حال عملت الخادمة لمدة 12ساعة بمعدل 10.800 ريال في الشهر. كما أن هناك خادمات أخريات يعملن بنظام نصف اليوم ويتقاضين على نصف اليوم الذي لا يتجاوز الخمس ساعات نحو 100ريال أي بمعدل 3 آلاف ريال في الشهر، وبذلك تكون الخادمة المخالفة لنظام الإقامة حققت أرباحا شهرية تتجاوز في قيمتها أضعافا مضاعفة مما تحصل عليه خريجات الجامعات اللاتي يعملن بعد تخرجهن بسنوات بدوام يتجاوز الثماني ساعات في القطاع الخاص وراتبها لا يتجاوز ال1800 ريال في الشهر. وبذلك أثبتت الخادمات أن الشهادات لا تسمن ولا تغني من جوع، واثبتن للجميع أنهن قادرات على جلب المال مستغلات بذلك حاجة المرأة السعودية الموظفة والمسنة والمريضة واللاتي لا يوجد لديهن خادمة، خاصة في العشر الأواخر من رمضان. وكشفت ملاءة السوق ارتفاع نسبة مبيعات الأجهزة الكهربائية منذ حلول رمضان وازدادت لتصل نسبة المبيعات إلى 85 في المائة مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك بإجماع باعة الأجهزة الكهربائية المتخصصة في أجهزة الغسيل والتنشيف وأجهزة الكي والتنظيف، بسبب ارتفاع أجر الخادمات، الأمر الذي جعل النساء المقتصدات يلجأن إلى شراء أجهزة التنظيف والكي لتحل محل الخادمة وتخفف عنهن الجهد والوقت المبذول في تنظيف المنزل. وأكد علي صالح بائع في محل للأجهزة الكهربائية أن هناك إقبالا كبيرا جدا في الفترة الأخيرة وخاصة هذا العام على شراء أجهزة غسل الصحون وأجهزة الغسيل والتنشيف الأتوماتيكية، وأجهزة الكي بالبخار، معللا زيادة نسبة البيع والإقبال على شراء هذه الأجهزة بقلة الخادمات في المنازل وازدياد هروبهن وارتفاع أسعارهن في الفترة الأخيرة. وقالت المعلمة مرام صالح إنها لجأت إلى خادمات الساعة لأن خادمتها هربت قبل رمضان بيومين، ووفرت لها صديقتها خادمة تعمل في أحد قصور الأفراح في المدينةالمنورة لتعمل لديها بنظام الساعة، وتتقاضى 28 ريالا في الساعة الواحدة فوافقت مرام على الفور لأن الخادمات أصبحن عملة نادرة هذه الأيام. وبانفعال، تتحدث أم خالد وهي موظفة حكومية وتقول «استقدمت خادمة العام الماضي ولم يمض على قدومها أقل من شهر حتى هربت من المنزل ولم نجدها إلى يومنا هذا، وقبل شهر رمضان استقدمت خادمة أخرى وأتتني بعد أن استقدمتها بعشرة أشهر، وهربت قبل حلول رمضان بيومين، لذلك قررت أن أعمل بنفسي في المنزل ونصحتني صديقاتي وقريباتي بشراء أجهزة كهربائية تحل محل الخادمة، وفعلا عملت بنصيحتهن وأنا الآن مرتاحة أكثر من السابق، والمنزل أنظف بكثير على يدي». وأوضح النقيب أحمد الأسمري المتحدث الرسمي لجوازات منطقة المدينةالمنورة أن هناك دوريات من وحدة الضبط تواصل جولاتها على أماكن تواجد وسكن الوافدين، وتقبض على مخالفي أنظمة العمل والإقامة ومن ثم يتم تحويلهم إلى جوازات منطقة المدينةالمنورة لاتخاذ الإجراءات المتبعة بحقهم. كما شدد الأسمري على ضرورة تعاون المواطنين في عدم إيواء المخالفين والإبلاغ عن أية مخالفة لنظام الإقامة.