أوضح استشاري الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين، أن العلاقة وثيقة بين ما يتناوله الفرد من الطعام والإصابة بمرض هشاشة العظام، موضحا أن هذه المعلومة يجهلها الغالبية العظمى من أفراد المجتمع لاعتبارات عديدة أهمها ضعف الوعي الصحي وضعف البحث عن المعلومة الطبية. وأشار إلى دراسات عديدة بينت أن الأشخاص الذين يعتمدون في طعامهم على الوجبات السريعة ويتناولون كميات قليلة من الحديد ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام عندما يبلغون سن الشيخوخة، ونتيجة لما طرأ على المجتمعات العربية من التغير المفاجئ في سلوك ونمط الحياة لدى الناس، إضافة إلى التغير الملحوظ في نوعية الغذاء والتي أصبحت إلى حد كبير مشابهة لما هي عليه في الدول الغربية من انتشار للمأكولات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات والشوكولاتة، فمن المتوقع أن تزداد نسبة الإصابة بهشاشة العظام لدى هذه المجتمعات بصورة مفاجئة وكبيرة. وأضاف «بعض الدراسات تعتبر المشروبات الغازية بأنها مدمرة للصحة لاحتوائها على السكر الأبيض والمحليات الصناعية الكيميائية والمواد الحافظة وثاني أكسيد الكربون، وتساعد هذه المشروبات على ازدياد فقدان الكالسيوم من العظام، وبالتالي على هشاشة أو لين العظام، ونظرا لاحتواء هذه المشروبات على نسبة عالية من الفوسفور فإنها تؤثر سلبا على التوازن المطلوب بين الفسفور وبين الكالسيوم وتعوق امتصاصه وتزيد من طرحه في البول». الدكتور ضياء أفاد أن باحثين من عدة جامعات أميركية، توصلوا بعد تدقيق عدة دراسات، كانت قد أجريت على ألوف من النساء، أن تناول القهوة باستمرار يعتبر من العوامل التي تساعد على حدوث هشاشة العظام بسبب النقص المستمر في كثافة العظام، الذي يساعد على زيادة تحرير الكالسيوم من العظم، كما أنه يساعد على فقدان القشر العظمي من عظم الفخذ خاصة عند النساء اللاتي يأخذن الكالسيوم أقل من 800 ملغم في اليوم، كما لوحظ ازدياد خطر كسور عظام عنق الفخذ في المصابين بالهشاشة وخاصة عند النساء متوسطات الأعمار. الدكتور ضياء أكد أن تناول الأغذية الغنية بالبروتين يؤدي إلى زيادة الوارد الحمضي والذي قد يساهم في انحلال العظم في محاولة للتخفيف من الحمض الزائد، حيث لا يستطيع الجسم تحمل التغيرات في مستوى الحامض في الدم فيستنفذ الكالسيوم من العظام، وكلما كثر تناول البروتين في الطعام، ازدادت الحاجة إلى الكالسيوم.