اوضح الدكتور ضياء الحاج حسين استشاري علاج امراض الروماتيزم ان هشاشة أو تخلخل العظام هي حالة مرضية تصيب الإنسان وتتميز بحدوث مسامية غير طبيعية في العظام أو رقتها نتيجة عدم إنتاج مقدار كاف من بروتين العظام التي تترسب فيه أملاح الكالسيوم ، وتعني أن العظام خسرت كميات كبيرة من الكالسيوم، ذلك المعدن المهم لبقائها قوية ومتينة ، مبينا أن العظام تمر بحركة تجديد مستمرة حيث تبنى أنسجة عظمية جديدة لتحل محل الخلايا القديمة ثم يتبع ذلك عملية تكثيف مليء خلايا العظام بعنصر الكالسيوم لإعطاء العظام الصلابة والقوة التي تصل ذروتها في بداية سن الأربعين ثم تبدأ في الانخفاض تدريجيا كلما تقدم العمر حيث إن سرعة تلاشي العظام تفوق سرعة بنائها مما يفقد العظام كثافتها وتزيد من مساميتها وتصبح العظام أكثر عرضة للكسور. واشار د.ضياء الى أن الأشخاص الذين يعتمدون في طعامهم على الوجبات السريعة ويتناولون كميات قليلة من الحديد ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالمرض عندما يبلغون سن الشيخوخة ، ونتيجة لما طرأ على المجتمعات العربية من التغير المفاجئ في سلوك ونمط الحياة لدى الناس إضافة إلى التغير ملحوظ في نوعية الغذاء والتي أصبحت إلى حد كبير مشابهة لما عليه في الدول الغربية من إنتشار للأكلات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات والشوكالاتات فأتوقع أنه تزداد الإصابة بهشاشة العظام لدى هذه المجتمعات بصورة مفاجئة وكبيرة. ولفت د.ضياء الى ان هناك عوامل مساعدة على ظهور هشاشة العظام منها عوامل أولية مثل تقدم السن وخاصة النساء والوزن واللون وانقطاع الطمث ، وعوامل ثانوية منها: نقص الكالسيوم بسبب عدم تناول كميات كافية من الحليب ومشتقاته، والتدخين حيث أن تدخين السجائر يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على إعادة ترتيب العظم أو يمكن أن يؤثر بشكل ثانوي على وظيفة المبيض ، كما ان تناول الكحول والمشروبات الغازية والإفراط في الشاي والقهوة وازدياد تناول البروتينات (اللحوم) والفوسفور قد يعتبر من العوامل المؤهبة لهشاشة العظام. ويلمح د.ضياء الى انه في المجتمعات الغربية ترتفع نسبة الاصابة الى 50% بعد عمر الستين ، وفي دراسة حديثة تبين ان هذه النسبة تنخفض الى 19% في كوريا. وقد يكون السر في البروتين النباتي حيث ان الكوريات لا يقبلن على اللحوم والوجبات السريعة مثل الهامبورجر والدجاج المقلي ، كما وجدت بعض الدراسات العلمية بأن زيادة الدهون في الوجبة الغذائية تعتبر من العوامل المساعدة على هشاشة العظام حيث إن وجود الدهون وخاصة الحيوانية بكثرة يقلل من نسبة امتصاص الكالسيوم. وبالعكس فقد اكتشف الباحثون في جامعة بيوردو الأمريكية أن الدهون الغذائية الموجودة في الأسماك والمكسرات تلعب دورا مهما في الوقاية من هشاشة العظام وترققها. ونوه د.ضياء بانشاء مركز التميز في مجال هشاشة العظام في جامعة الملك عبد العزيز والذي قد يعتبر اول مركز ابحاث متخصص في هشاشة العظام على مستوى المملكة والشرق الاوسط مطالبا القائمين عليه الاهتمام بالأبحاث التي تدرس علاقة بعض الأطعمة والمشروبات بالهشاشة. ولنتجنب هشاشة العظام ينصح د.ضياء بالإكثار من الأغذية الغنية بالكالسيوم والمغنزيوم مثل الحليب ومشتقاته والخضار والسردين والسمسم نظرا لخاصيتها في تقوية للعظام. وأنصحهم ايضا بتجنب الأطعمة التي تقوم بتسريع معدل فقدان الكالسيوم من العظام مثل السكر واللحم والملح والمشروبات الغازية والقهوة والشاي والإقلال من الدهون والابتعاد عن التدخين حيث أنه يزيد من خطر وهن العظام.