يمثل قطار المشاعر الحلقة الذهبية ضمن سلسلة المشاريع التطويرية داخل المشاعر المقدسة التي نفذت في عهد خادم الحرمين الشريفين إضافة إلى مشاريع منشأة الجمرات، تطوير مشعر عرفة، مخيمات منى، مباني سفوح الجبال، والمستشفيات الجديدة في المشاعر. ومن المؤكد أن عجلة الحركة التطويرية في المشاعر لن تتوقف وسط التطلع الكبير إلى بلوغ القمة في تسهيل أداء شعائر الحج لضيوف الرحمن بكل يسر وسهولة. من جهته، أكد مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة المهندس فهد أبو طربوش أنه يتم حاليا وضع اللمسات النهائية للمشروع من أرصفة وسفلته واستكمال للخدمات الإضافية داخل محطات القطارات ليتم بذلك عقد هذا المشروع الذي وصفه بالحلم. ولفت إلى أنه يجرى العمل حاليا في تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع وفق الجدول الزمني المحدد ليعمل بكامل طاقته الاستيعابية في موسم حج العام الحالي لنقل 72 ألف حاج في الساعة، إذ تعد أكبر طاقة استيعابية للقطارات في العالم حيث تم في العام الماضي الاستفادة من المرحلة الأولى من هذا المشروع بنسبة 35 في المائة من طاقته الاستيعابية. وبين أن المشروع يشمل 17 قطارا يتألف كل منها من 12 عربة تضم كل منها خمسة أبواب من كل جهة لتناسب الطاقة الاستيعابية للقطار، في حين أن القطارات الأخرى في دول العالم تشتمل على بابين أو ثلاثة بحد أقصى. وحول فعالية المشروع من خلال تجربة المرحلة الأولية له في موسم الحج الماضي تؤكد الدراسات المعدة في هذا الشأن أنه سيعطي حلولا جذرية لمشكلة النقل في المشاعر إلى جانب إمكانية ربطه بشبكة القطارات على مستوى المملكة عموما وربطها بالدول المجاورة مستقبلا، مؤكدا أن القطار قادر على نقل كتل من البشر في أزمنة قياسية مع عدد من المميزات المتمثلة في قلة المساحة المطلوبة لنقل الشخص الواحد مقارنة بالوسائل الأخرى، ما يساعد في خفض المساحة المطلوبة للقطار فضلا عن خفض كامل المساحة المطلوبة بين المشاعر. وأضاف: «يوفر القطار مساحات حرة خالية من التقاطعات باستخدام مسارات مرتفعة أو أنفاق، فالقطار المرتفع أو داخل النفق يوفر الشوارع للمشاة والطوارئ والخدمات، ويتيح القطار السريع إمكانات عالية في النقل إذ تبلغ سعة القطار ما بين 60 إلى 80 ألف شخص في الساعة للخط الواحد بينما للحافلات 10 آلاف شخص في الساعة للخط الواحد. والمشروع يشمل خمسة خطوط قطارات من منى إلى عرفات ومن عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى ومستقبلا إلى الحرم المكي الشريف لحل مشكلة النقل من وإلى المشاعر المقدسة».. يشار إلى أن العمل في المشروع بدأ في محرم من عام 1430ه جنوب المشاعر المقدسة، ووقع الاختيار على هذا الخط لاعتبارات عديدة منها أن معظم السيارات التي تدخل المشاعر المقدسة مخصصة لحجاج الداخل والبر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين تقع معظم مخيماتهم جنوب المشاعر المقدسة، وهو ما يسهم في سحب ما يزيد على 35 ألف مركبة وحافلة من الدخول إلى المشاعر المقدسة وتيسير الحركة المرورية وخفض عدد المركبات والحافلات الداخلة إلى المشاعر المقدسة.