أعلنت الخطوط الجوية (السعودية) عن وجود عشرين وظيفة نسائية لحاملات البكالوريوس والماجستير، فانهمر عليها أكثر من ألف طلب، بحسب ما نشرته بعض صحف الأمس.. 20 وظيفة فقط في إدارة الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، مع شروط عالية في معدل التخرج واجتياز اختبار اللغة الإنجليزية واختبار المعرفة الوظيفية (لا أدري ما المقصود بذلك) وكذلك تحديد العمر، لكن رغم صعوبة الشروط فقد توفرت في أكثر من ألف متقدمة خلال أقل من يوم واحد كما ذكر أحد مسؤولي السعودية. مثل هذا الخبر يشير بقوة إلى عمق وخطورة المشكلة التي نشاهدها أمامنا ونعرفها جيدا، لكننا نتعامل معها ببطء السلحفاة.. الخطوط الجوية لم تطلب عاملات نظافة ولا موظفات سنترال، بل طلبت متخصصات في إدارة الحاسب الآلي وتقنية المعلومات وبشروط دقيقة، فتقدم لها أكثر من ألف فتاة يحملن شهادة البكالوريوس والماجستير. وبصيغة أخرى نستطيع القول إن أكثر من ألف جامعية متفوقة في تخصص علمي مهم خرجن من سجن البطالة في أقل من يوم بحثا عن فرصة عمل، أي أنهن موجودات بيننا بهذه الشهادات، لكننا فشلنا في توظيفهن، أفلا يعني ذلك وجود خلل فادح لا يغتفر؟؟.. بالتأكيد لو أعلنت أي جهة أخرى عن وظائف نسوية في أي تخصص ووضعت ما تشاء من الشروط التعجيزية فإن عددا كبيرا من فتياتنا سيثبتن أنهن قادرات على شغل تلك الوظائف. وما دامت مؤسسة الخطوط الجوية قد فتحت الباب فإنه بالإمكان سؤالها لماذا لا تفتح المجال للفتاة السعودية في إداراتها المناسبة لها، وبالتأكيد هناك الكثير من هذه الإدارات التي يمكنها توفير مئات الوظائف على مستوى المملكة. مسؤول الخطوط قال في تصريحه للصحف إن مؤسسته وظفت 6 فتيات في السابق، ولديها «نوايا» للتوظيف في مجالات أخرى، أي أن هذه المؤسسة الوطنية الضخمة لن يكون فيها أكثر من 26 موظفة سعودية فقط !! إنه موضوع لا يمكن استيعابه أبدا، أعني به بقاء آلاف الخريجين والخريجات من ذوي التخصصات العلمية التي ما زلنا نستقدمها بكثافة في بيوتهم وقتا طويلا، وإذا لم يحرك مثل هذا الخبر ساكنا لدى المسؤولين عن هذا الملف الخطير فإن على الدنيا السلام.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة