رحم الله معالي الدكتور محمد عبده يماني فقد كان له في مثل هذا المساء السابع عشر من رمضان ندوة يحضرها الآلاف، ويحييها أهل العلم بالتذكير بأيام الله، والتي من أهمها معركة بدر الكبرى. فالذي لا خلاف عليه أن ذكرى أيام بدر تملأ مشاعر المسلم فخراً وعزاً بعطاء تلك الأيام المشرقة في صدر الإسلام التي نصر الله فيها نبيه سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم. تلك الأيام التي استطاع فيها المسلمون بصدق إيمانهم ووحدة صفوفهم أن يهزموا دولة الشرك والطغيان على ما كان لها من سلطان تجذر بجاهلية طاغية. وعندما يتذكر المسلمون اليوم أمجاد الإسلام بأيامه المشرقة فإن معركة بدر الكبرى هي في مقدمة ما تعرضه الذاكرة من تلك الأيام العطرة ليس لوقوعها في هذا الشهر الكريم فقط وإنما لأنها الفيصل بين عهد الشرك وبين الإسلام، إذ انتصر فيها المسلمون انتصاراً عزيزاً بتأييد من الله وعزيمة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوفوا بتدافعهم إلى القتال طلباً للنصر أو الاستشهاد في سبيل الله بحماس ملؤه الإيمان الصادق .. والعزيمة القوية .. ولننظر: قبل بدء المعركة .. خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يهيئ أصحابه للقتال قائلا لهم: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل صابراً محتسباً مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة. ويسمع هذه الكلمات النابضة عمير بن الحمام بن الجموح الأنصاري السلمي وفي يده تمرات يريد أن يأكلها ولكنه لم يكد يسمع كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قذف بالتمرات قائلا: بخ، بخ، فما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، ثم يأخذ سيفه ويدخل المعركة فيقاتل قتال الأبطال فيقتل في المعركة، وكان أول قتيل في سبيل الله، ويقال إن أول قتيل قتل في المعركة هو مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما». والحديث عن معركة بدر الكبرى له أكثر من دافع، الأول: جهل كثير من شبابنا لتاريخنا الإسلامي، وثانيها: تذكر شأن المسلمين في صدر التاريخ الإسلامي وكيف أعزهم الله بدينه، وثالثها: استخلاص العبرة مما قدمه المسلمون من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من الفداء. فالحق سبحانه وتعالى يقول بسورة إبراهيم: (أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله) ، ولذا فإن من واجب أهل العلم أن لا يتوانوا عن هذه المهمة فإن من المؤسف أن شبابنا يجهلون تاريخ أمتهم كما يجهلون تاريخ بلادهم. كما أن مما نعلق عليه آمالنا هذه الفضائيات التي فاقت الحصر عدداً ولكنها في معظمها لا تقدم إلا ما هو كغثاء السيل، في حين أنها لو استعانت بالعلماء والمتخصصين في التاريخ الإسلامي لتمكنت من تقديم برامج وحوارات وكان ذلك أجدى مما تقدمه ولا نفع فيه!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة