حين يقرر كاتب ما الكتابة عصرا في رمضان بالتأكيد معدته الفارغة ستأخذ حيزا من تفكيره فتشاكسه ولا تترك عقله يفكر بهدوء ليكتب مقاله، أحيانا وبسبب المشاكسة هذه تضيء له معدته فكرة مقال وإن بدا للوهلة الأولى أنه يتحدث عن الطعام، إلا أنه يشير لأزمة ما غير أزمة معدة الكاتب. اليوم أخذني الجوع لخيالات مسلية تساعد على مضي الوقت، تخيلت لجنة تفاضل بين ثلاثة خريجين من الجامعة لتعيين أحدهم، وكان الثلاثة من الهند، الصومال، السعودية، من ضمن الأسئلة المطروحة على المتقدمين الثلاثة سؤال: ما رأيك بالرز مع اللحم؟ الطالب الهندي سأل اللجنة: «يعني أيش لحم»، وكان سؤاله منطقيا بحكم أن أغلب سكان الهند يأكلون في اليوم وجبة واحدة، ولا يوجد في هذه الوجبة مادة اللحم. الصومالي وبحكم المجاعة كان استفساره قائما على «يعني أيش رز» فهو لا يعرفه، ومن الطبيعي ألا يعرف ما يأتي معه، وأعني هنا اللحم. المتقدم الثالث للوظيفة (السعودي) ورغم معرفته التامة بالرز واللحم فهي وجبة رئيسة كل يوم، إلا أنه عاش مأزقه الخاص في هذا السؤال، لهذا قال للجنة: «يعني أيش رأي»؟ اللجنة لم يدهشها رد الهندي ولا الصومالي بحكم معرفتهم بما يجري هناك، وأي مجاعة تعتصر أهل الصومال، بيد أن استفسار المتقدم السعودي، هو ما أثار دهشتهم. ربما لأن «اللجنة المشكلة للمفاضلة بين المتقدمين للوظيفة» لا تعرف أن الخريج السعودي الذي درس ست سنوات في الابتدائية وثلاثا في المتوسطة وملثها في الثانوية قبل أن يدخل أسوار الجامعة أربع سنوات، أنه طوال رحلته التعليمية لم يسأله أحد ما رأيك في؛ المنهج، المعلم، المدير، المدرسة، طرق التعليم، ولا حتى ما رأيه في مقصف المدرسة وما يقدمه من أكل! لهذا كان من الطبيعي أن يسأل السعودي «يعني أيش رأي»؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة