انتشرت محال الكبدة كما هي العادة سنويا في مثل هذه الأيام من كل عام، على أرصفة مكةالمكرمة لتسجل حضورا كبيرا يتناسب وشدة الإقبال عليها من عشاق الكبدة المكاوية في شهر رمضان المبارك. أحد أشهر بائعيها في مكةالمكرمة عمر أحمد (30 عاما)، الذي ورث هذه المهنة من والده، ذكر أنه يعمد في رمضان إلى رفع طاقة العمل، وافتتاح بسطة كبيرة مع تزيينها بالرواشين وجرار ماء زمزم لاستقبال عشاق الكبدة المتزايدين خلال هذا الشهر، مشيرا إلى أن الكبدة ارتبطت بشهر رمضان، كونها من وجبات «التصبيرة» بين الإفطار والسحور، وهي وجبة مشبعة بالبروتينات، وكان من أوائل عشاقها سائقو سيارات الأجرة في مكةالمكرمة قبل نحو 40 عاما، عندما كان يعييهم التعب، فيركضون إلى أقرب محل للكبدة وسط البلد لسد جوعهم حتى موعد السحور. ويروي عمر بداية علاقته بالكبدة قائلا: «قبل 20 عاما، كنت أرافق والدي إلى مبسطه الشهير لبيع الكبدة، وأساعده في توزيع رغيف الخبز على الزبائن وتوصيل الماء للجلسات، ولم أفكر يوما أن أكون بائعا للكبدة، إلا أن شعور والدي بالإرهاق خلال مزاولته للعمل جعلني أمسك بملعقة الطهو ومفتاح الغاز لتقوية النار على الكبدة وإخراجها مجهزة للزبائن، ومنذ تلك اللحظة بدأت أعشق هذه المهنة وممارستها حتى أصبحت مصدر دخلي ودخل أسرتي».