وجد حسن بصيري (30 عاما) نفسه أحد أشهر باعة الكبدة في مكةالمكرمة، بعد أن ورث هذه المهنة من والده. وفي رمضان يعمد بصيري إلى رفع طاقة العمل في الكبدة وافتتاح بسطة كبيرة ويزينها بالرواشين وجرار ماء زمزم، لاستقبال عشاق الكبدة المتزايدين خلال هذا الشهر. يقول إن الكبدة ارتبطت بشهر رمضان كونها من وجبات «التصبيرة» بين الأفطار والسحور، وهي وجبة مشبعة بالبروتينات، وكان من أوائل عشاقها سائقو سيارات الأجرة في مكةالمكرمة قبل نحو 40 عاما، عندما كان يعييهم التعب ويركضون إلى أقرب محل للكبدة وسط البلد لسد جوعهم حتى موعد السحور. ويروي بصيري بداية علاقته بالكبدة قائلا: «قبل 20 عاما كنت أرافق والدي إلى مبسطه الشهير لبيع الكبدة، وكنت أساعده في توزيع رغيف الخبز على الزبائن وتوصيل الماء للجلسات، ولم أفكر يوما أن أكون بائعا للكبدة، إلا أن شعور والدي بالإرهاق خلال مزاولته للعمل جعلني أمسك بملعقة الطهي ومفتاح الغاز لتقوية النار على الكبدة وإخراجها مجهزة للزبائن، ومنذ تلك اللحظة بدأت أعشق هذه المهنة وممارستها حتى أصبحت مصدر دخلي ودخل أسرتي». ووصل تعلق بصيري بالكبدة لدرجة أن عددا من أصدقائه وزبائنه أطلقوا عليه لقب «حسن كرشه»، غير أنه يؤكد أن الكبدة تدر عليه دخلا جيدا يسد حاجته. ويذكر أنه وبعد ممارسة هذه المهنة لسنوات، افتتح محلا لبيع الكبدة على مدار العام، وينوي توريث هذه المهنة لابنه سمير الذي يواصل دراسته خارج البلاد، يقول «ابني يرجع إلى مكة مع إطلالة كل رمضان، ويقف بجانبي في محل بيع الكبدة، إلا أن اختلاف الزمان قد يجعلني أشد على يديه، لإكمال دراسته وتحقيق مراده العلمي.